عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

ابن القيم الجوزية ت. 751 هجري
76

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

محقق

إسماعيل بن غازي مرحبا

الناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

الرياض وبيروت

تصانيف

التصوف
وإن كان على قدرٍ يكفي من الدنيا سُمي قناعة، ويُضادُّها الحرص أيضًا. وإن كان عن إجابة داعي الغضب سُمي حلمًا، وضده تسرُّعًا. وإن كان عن إجابة داعي العَجَلة سُمي وقارًا وثباتًا، وضده طيشًا وخفّة. وإن كان عن إجابة داعي الفرار والهرب سُمي شجاعة، وضده جُبْنًا وخَوَرًا. وإن كان عن إجابة داعي الانتقام سُمي عفوًا وصَفْحًا، وضده انتقامًا وعقوبة. وإن كان عن إجابة داعي الإمساك والبخل سُمي جودًا (^١)، وضده بخلًا. وإن كان عن إجابة داعي الطعام والشراب في وقت مخصوص سُمّي صَوْمًا. وإن كان عن إجابة داعي العجز والكسل سمي كَيْسًا. وإن كان عن إجابة داعي إلقاء الكَلّ (^٢) على الناس وعدم حمل كَلّهم سمي مروءة. فله عند كل فعل وترك اسم يخصه بحسب متعلَّقه، والاسم الجامع

(^١) في الأصل: "جوادا"، وهو خطأ، والتصويب من النسخ الأخرى. (^٢) الكَلّ: الثقل من كل ما يتكلف. النهاية: ٤/ ١٩٨.

1 / 29