عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

ابن القيم الجوزية ت. 751 هجري
74

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

محقق

إسماعيل بن غازي مرحبا

الناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

الرياض وبيروت

تصانيف

التصوف
وكثير من الناس يصبر عن النظر، وعن الالتفات إلى الصور، ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين، بل هو أضعفُ شيء عن هذا وأعجزُه. وأكثرهم لا صبر له على واحد من النّوعين، وأقلهم أصبرهم في الموضعين. وقيل: "الصبر: ثباتُ باعثِ العقل والدين في مقابلة باعث الشهوة والطّبع (^١) " (^٢). ومعنى هذا: أن الطبع يتقاضى ما يُحبّ، وباعث العقل والدين يمنع منه، والحرب قائمة بينهما وهي سجال، ومعركة هذا الحرب قلب العبد. والصبر: الشجاعة والثبات (^٣).

(^١) في النسخ الأخرى: "الهوى والشهوة"، مكان: "الشهوة والطبع". وفي "الإحياء": "باعث الشهوة". (^٢) قاله الغزالي في "إحياء علوم الدين" (٤/ ٥٤، ٥٦). (^٣) انظر: "إحياء علوم الدين" (٤/ ٥٤). وفيه: "ومعركة هذا القتال. . ".

1 / 27