العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين
تصانيف
وروينا بالإسناد الموثوق به إلى السيد أبي طالب عليه السلام، رفعه إلى إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم(1) السلام لما قام بدعوة أخيه محمد بن عبدالله النفس الزكية عليه السلام بالبصرة، سألوه هل أخوك المهدي الذي بشر الله به؟ فقال: المهدي عدة من الله وعد بها نبيه أن يجعل من ذريته رجلا مهديا، لم يسمه بعينه، ولم يؤقت زمانه فإن كان أخي المهدي الذي بشر الله به، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن لم يكن أخي المهدي الذي بشر الله به لم يترك أخي فرضا لله في عنقه لانتظار أمر لم يؤمر بانتظاره(2) ولا شك أن الأخبار الواردة في أمر المهدي عليه السلام تكثر عن أن نوردها في [مثل](3) هذا الكتاب، لأنا نريد الإختصار ليقرب حصول الفائدة، ولأنا لم نبن(4) الكتاب على الإحتجاج على من أنكر كون المهدي عليه السلام، فنحتاج إلى الإستظهار عليه بكثرة الرواية في أمر المهدي عليه السلام، وإنما كلامنا على من ادعى أنه قد كان في الوجود وهو غائب منتظر من فرق الشيعة، فقد بينا فيما تقدم عدتهم، وأقوالهم، ورجالهم، وروينا طرفا مما احتج به بعضهم، إذ الرواية عن كلهم كانت تفتقر إلى طول في الكتاب، وركوب متن الإسهاب، الذي تحاماه جلة العلماء وأهل التحصيل منهم، فأردنا أن نذكر من كل شيء دليلا على ما وراءه ونورد من الآثار التي رويناها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يليق بما نحن بصدده، وقد(1) روينا في أمر المهدي عليه السلام من الخاصة والعامة رواية واسعة بحمدالله، ولسنا نورد الأسانيد بطولها فنحتاج إلى توسيع لا يتعلق به الغرض، بل نرفع الرواية إلى مصنف الكتاب الذي روينا منه، أو إلى الشيخ الذي أسندت الرواية إليه، ونذكر ما روينا عن العامة جملة، وما روينا من طريق أهل البيت عليهم السلام جملة ، إلا أن نروي حديثا واحدا فنعينه بطريقه إلى من أوصلناه إليه، ومن الله نستمد التوفيق والمعونة.
صفحة ٢١٠