عمومها لا يخص منها، والمعنى على كل من القولين أن حظ العامل من عمله نيته، فإن كانت صالحة فعمله صالح فله أجره، وإن كانت فاسدة فعمله فاسد، فعليه وزره.
فصلاح العمال وفسادها بحسب صلاح النية وفسادها؛ لقوله: " إنما العمال بالخواتيم" (١) وقد تكون النية مباحة، فيكون العمل مباحا، فلا ثواب فيه ولا عقاب.
والنية في اللغة: نوع من القصد والإرادة.
وعند العلماء: تمييز العبادات من العادات (٢) .
والمراد منها: تمييز المقصود بالعمل هل هو لله وحده لا شريك له أم غيره؟ وهذه هي التي ذكرها العارفون في كتبهم، وهي التي توجد في كلام السلف، وكذلك هي المراده في كلام النبي ﷺ وسلف أمته.
ويعبر عنها بالإرادة: كما في القرآن: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ (آل عمران: من الآية ١٥٢) ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ (لأنفال: من الآية ٦٧) ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾ (الشورى: من الآية ٢٠) ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلةَ عَجَّلْنَا لهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ﴾ (الإسراء: من الآية ١٨) ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ (الإسراء: من الآية ١٩) ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِليْهِمْ أَعْمَالهُمْ فِيهَا﴾ (هود: من الآية ١٥) .
وقد يعبر عنها في القرآن بلفظ الابتغاء: كقوله: ﴿إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى﴾ (الليل:٢٠) وقوله: ﴿ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية ٢٠٧) وقوله: ﴿وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية ٢٧٢) وقوله: ﴿وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية ٢٧٢) وقوله: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ (النساء: من الآية ١١٤)
_________
(١) تقدم تخريجه وهو عند البخاري.
(٢) وأيضا: تمييز العبادات عن بعض، كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلا.
1 / 71