محبة ما سواهما، والمحبة في الله والبغض في الله، والعطاء والمنع له (١)، وغير ذلك مما يطول ذكره، وكل ما ذكرناه من هذه الأنواع، فالأحاديث واردة فيه، دالة عليه.
فمنها: رواه الإمام أحمد والنسائي عن معاوية بن حيدة قال: قلت يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق ما الذي بعثك به قال: "الإسلام، قلت: وما الإسلام، قال: أن تسلم قلبك لله وان توجه وجهك إلى الله، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة" (٢) .
وفي السنن عن جبير بن مطعم عن النبي ﷺ قال: "ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" (٣) .
فبين ﵊ أن هذه الثلاث تنفي الغل عن قلب المسلم.
وفي صحيح مسلم عن العباس بن عبد المطلب عن النبي ﷺ قال: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" (٤) .
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي ﷺ قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحب إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" (٥) . وفيهما عن أنس مرفوعا قال: "لا يؤمن أحدكم
_________
(١) جامع العلوم والحكام (١/١١٦) بتصرف.
(٢) رواه احمد (٥/٥٠٤) والنسائي ورقمه (٢٤٣٦) وصححه ابن حبان (١٦٠) .
(٣) رواه أحمد (١/٨-٨٢) وابن ماجة ورقمه (٣٠٥٦) .
(٤) رواه مسلم ورقمه (٣٤) .
(٥) رواه البخاري ورقمه (١٦) ومسلم ورقمه (٤٣) .
1 / 53