هُمْ يُوقِنُونَ﴾ (البقرة:٤) .
وقوله: ﴿وَمَلائِكَتِهِ﴾ أي: وهم الأجسام النورانية، أي: يؤمن بأنهم عباد له مكرمون، وأنهم سفراء الله بينه وبين خلقه، متصرفون فيهم كما أذن، صادقون فيما أخبروا به عنه، وأنهم بالغون من الكثرة ما لا يعلمه إلا الله ﴿وَمَا يَعْلمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ﴾ (المدثر: من الآية ٣١) .
وقوله: ﴿كُتُبِهِ﴾ أي: أنها منزلة من عنده، وأنها كلامه [القائم بذاته المنزه عن الحروف والصوت] . (١)
وقوله: ﴿وَرُسُلِهِ﴾ أي: يؤمن بأنه تعالى أرسلهم إلى الخلق؛ لهدايتهم وتكميل معادهم ومعاشهم، وأنه أيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، فبلغوا عنه رسالته.
وقوله: ﴿وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ هو من الموت إلى ما يقع يوم القيامة.
ولا شكَّ أن الإيمان بالرسل يلزم منه الإيمان بجميع ما أخبروا به من
_________
(١) هذه الجملة مطموسة وقد علق عليها بهذه الحاشية: (قال عبد الله أبا بطين ﵀: "قوله (وأنها كلامه القائم بذاته المنزه عن الحروف والصوت) هذا الكلام جرى على مذهب الكلابية ومن تبعهم من الأشعرية أن الكلام والمعنى القائم بالذات المنزه عن الحروف والصوت، وأنه على هذا يكون القرآن عندهم ليس هو عين كلام الله كما قد صرَّحوا بذلك في كتبهم، والحقُّ في ذلك ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع أن الله تعالى لم يزل متكلمًا كيف شاء إذا شاء بحرف وصوت كما دلَّ على ذلك الوحيين، فأما القرآن فواضح، وأما الأحاديث ففي صحيح البخاري وغيره أن الله تعالى ينادي آدم يوم القيامة بصوتٍ.. وهذا نص، وفيه نحو أربعة عشر حديثا، وأما الإجماع فيكفي في ذلك أنه لا يعرف عن صحابي ولا تابعي حرف واحد يخالف ذلك، وقد أفرده العلماء هذه المسألة بالتصنيف) انتهت الحاشية وهي كافية عن التعليق.
(٢) انظر: جامع العلوم والحكم (١/١٠٣) .
1 / 47