الجيوش والجنود، والإمام يعده بالبيعة المحكمة العقود، بلّغهم الله تعالى كل مأمول ومقصود، وكبت كل عدو لهم وحسود، على نشر العلم وتعليم الناس والدخول في الدين يحرصون ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:١٠٤) .
فعنَّ لعبد العزيز _حفظه الله_ أن تُجمع الأحاديث التي هي أصول الإسلام والإيمان، ويضم ما يناسبها من آيات القرآن، وجاءت الإشارة إليَّ بشرحها، والكلام على ما تحتاج إليه من البيان مع الإيجاز الذي لا يخلُّ بالتبيان؛ لتسهيل الدين الذي لا يُقبل سواه من كلِّ إنسان، ولعلَّ الناس في دينهم يتفقَّهون ﴿فَلوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِليْهِمْ لعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (التوبة: من الآية ١٢٢) فبادرت أمره بالامتثال والقبول، وجعلت الكلام عليها في رسالة حاوية لسبعة فصول، عدد كلمات لا إله إلا الله محمد رسول الله، لأن (لا) كلمة و(إله) كلمة و(إلا) كلمة و(الله) كلمة و(محمد) كلمة و(رسول) كلمة و(الله) كلمة، وأعضاء المكلفين سبعة، وأبواب جهنم سبعة، وأرجو أن يكون لي بكل فصلٍ منمها حجاب عنها يوم الكفار وأهل البدع إلى أبوابها يدعون، ويكبكبون فيها هم والغاوون ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ (الأنبياء:١٠١)، وسميتها (العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين) . وأرجو بها القربة إلى الله، والوصول والفوز في الدارين بالمأمول، وأن تتلقى بالإقبال والقبول، فالعلم النافع أفضل ما يتقرب به المتقربون ﴿مَنْ عَمِل صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل:٩٧)
1 / 27