(العدل) فصل [في أن الله تعالى عدل حكيم] فإن قيل: أربك عدل حكيم؟
فقل: أجل، فإنه لا يفعل القبح ولا يخل بالواجب من جهة الحكمة (1)، وأفعاله كلها حسنة.
وإنما قلنا: إنه لا يفعل القبيح لأنه إنما يقع ممن جهل قبحه، أو دعته حاجة إلى فعله وإن علم قبحه، وهو تعالى عالم بقبح القبائح، لأنها من جملة المعلومات وهو عالم بجميعها كما تقدم، وغني عن فعلها كما تقدم أيضا، وعالم باستغنائه عنها، وكل من كان بهذه الأوصاف فإنه لا يفعل القبيح، ألا ترى أن من ملكه ألفي ألف قنطار من الذهب،
صفحة ٢٩