ما رأيت رجلا قط أحب إلى رسول الله منه، وامرأة أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من امرأته. وقالت له فاطمة يوما وأنا حاضرة: " فدتك نفسي يا رسول الله، صلى الله عليك! أي شيء رأيت لي؟ " فقال: " يا فاطمة، أنت خير نساء البرية، وأنت سيدة نساء الجنة " قالت: " فما ابن عمك علي؟ " فقال: " علي لا يقاس به أحد من الناس " قالت: " والحسن والحسين؟ " قال: " هما ولداي وسبطاي وريحانتاي أيام حياتي ومماتي ".
فأتى علي فقال: " فداك أبي وأمي يا رسول الله، أي شيء رأيت لي؟ ".
فقال: " يا علي، أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين في غرفة من درة؛ أساسها من رحمة الله، وأطرافها من رضوان الله، وهي تحت عرش الله.
يا بن أبي طالب، بينك وبين نور الله باب فتنظر إليه وينظر إليك، وذلك وقت ألجم الناس العرق، على رأسك تاج من نور قد أضاء نوره ما بين المشرق والمغرب، وأنت ترفل في حليتين: حلة حمراء، وحلة وردية، خلقت وخلقتم وخلق محبونا من طينة تحت العرش، وخلق مبغضونا من طينة الخبال " (1).
الحديث الحادي عشر عن سعد بن عبادة الأنصاري (رحمه الله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لما عرج بي إلى السماء فكنت من ربي بقاب قوسين أو أدنى، سمعت النداء من قبل الله عزوجل: يا محمد، من تحب ممن معك في الأرض؟ فقلت: [يا رب] أحب من يحبه العزيز ويأمرني بحبه، فسمعت النداء من الله تعالى: يا محمد، أحب عليا فإني أحبه وأحب من يحبه.
صفحة ٢٦