بالعقد الحسيني ليدوم الذكر الجميل والأجر الجزيل
مقدمة
الطهارة والنجاسة ليس مدارهما على العقل كبعض الأفعال ولا على معنى في ذات الطاهر يقتضي طهارته وفي النجس يقتضي نجاسته على الظاهر لأنهما ذوات بل هما تعبد محض متلقى من الشارع لأجل تكليف عباده فيثيب الطائع ويعاقب العاصي كطهارة العصير أولا ونجاسته إذا غلا وطهره إذا ذهب ثلثاه ويجوز أن يكون لأمر عارضي وكذلك أكثر العبادات والأحكام التي لا يعقل معناها كوجوب العدة مع عدم الدخول ووجوب صوم آخر يوم من رمضان وتحريم صوم العيد واستحباب صوم ما بعده فإن المقصود الباري من ذلك مجرد الانقياد والتسليم وذكر بعض العلماء أن العبادات التي لا يعقل معناها أفضل لأن الانقياد والتسليم لأمر الله فيها أكثر فالواجب علينا أن ندخل البيوت من أبوابها كما أمر الله تعالى ونتلقى ما جاءنا به النبي والأئمة (صلوات الله عليهم) بالقبول وهذا أول درج الإيمان وليس لنا أن نحيل ذلك على عقولنا وأوهامنا التي يخيلها لنا الشيطان فنبعد بذلك عن رضى الرحمن وتشتغلنا بها عن مهمات ديننا ودنيانا لأنه عدونا بل يجب علينا الانقياد لما قرره لنا الأئمة (عليهم السلام) فإن ذلك دليل التوفيق والتأييد ورضى الله عز وجل
تنبيه نبيه
وأما الوسواس في الطاهر والنجس والنية في العبادات وأفعال الصلاة فقد قرر الأئمة (عليهم السلام) أنه من الشيطان وأجمع الناس على ذلك
[علاج الوسواس بوجهين]
فلا بد للمؤمن الرشيد من دفعه عنه وذلك يكون بوجهين
الأول ما بينه الله تعالى وورد عن الأئمة المعصومين من الدعاء لدفعه
صفحة ٣