71

علل النحو

محقق

محمود جاسم محمد الدرويش

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩م

مكان النشر

الرياض / السعودية

وَأما (على) فَتكون (١٦ / أ) اسْما وحرفا وفعلا. فالفعل نَحْو قَوْلك: علا يَعْلُو، وَالِاسْم نَحْو قَوْلك: جَاءَ النّظر من عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (... أَتَت من عَلَيْهِ تنفض الطل بعد مَا ... رَأَتْ حَاجِب الشَّمْس اسْتَوَى وترفعا ...) (من عَلَيْهِ): أَي: من فَوْقه. وَإِذا كَانَت حرفا لم يحسن شَيْئا مِمَّا ذَكرْنَاهُ فِيهَا، نَحْو قَوْلك: على زيد مَال. وَأما (حاشى) فَلَا تكون إِلَّا حرفا عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وَتَكون حرفا وفعلا عِنْد الْمبرد، وسنستقصي الْحجَج فِي ذَلِك إِذا انتهينا إِلَيْهِ إِن شَاءَ الله. وَأما (خلا) فَتكون حرفا وفعلا بِلَا اخْتِلَاف، وَإِذا قدرتها حرفا خفضت بعْدهَا، وَإِذا قدرتها فعلا نصبت بعْدهَا. وَأما (الْكَاف) الَّتِي للتشبيه فَتكون حرفا واسما، فَإِذا كَانَت اسْما قدرتها تَقْدِير (مثل)، وَجَاز أَن يدْخل عَلَيْهَا حرف الْجَرّ، كَقَوْل الشَّاعِر:

1 / 207