العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
تصانيف
وفي شهر شعبان من هذه السنة 83 زلزلت الأرض بالموصل وديار الجزيرة كلها والشام ومصر وغيرها وأثرت في الشام آثارا قبيحة واخربت كثيرا من الدور بدمشق وحمص وحماة وانخسفت 84 قرية من قرى بصرى 85 واثرت في الساحل الشامي اثرا كبيرا فأستولى الخراب على طرابلس وصور وعكا وغيرها من القلاع ووصلت الزلزلة الى بلاد الروم، وكانت يسيرة في العراق لم تهدم شيئا، ووقع في بني عنز 86 بارض السراة بين الحجاز واليمن وباء عظيم، وكانوا يسكنون في عشرين قرية فلم يبق من اهلها احد وكان اذا قرب منها انسان يموت في ساعته فتحاماها 87 الناس وبقيت ابلهم واغنامهم لا مانع لها. واما القريتان الاخرتان، فلم يمت منها أحد ولا أحسوا بشيء من ذلك 88.
وفي هذه السنة ولد 89 ببغداد طفل له رأسان وذلك ان جبهته مفروقة بمقدار ميل 90.
وفي هذه السنة توفي الامام ابو الفرج 91 عبد الرحمن بن علي الجوزي الحنبلي الواعظ ببغداد. وقال ابن الاثير: كان كثير الوقيعة 92 في الناس لا سيما العلماء الموافقين له والمخالفين وكان مولده سنة عشر وخمسمائة.
صفحة ٢٦٨