العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
تصانيف
واميرا عليها فلم يظفر جلال الدين منها بشي ء 4.ثم رحل عنها بغتة 5، فسار الى ان وصل بعقوبا 6، وهي قريبة من بغداد، على سبعة فراسخ، فاستعد أهل بغداد للحصار واصلحوا السلاح فسار من بعقوبا 6، الى داقوقا 7، فحصرها فصعد اهلها الى السور وقاتلوه وسبوه فجد في قتالهم وفتحها عنوة، ونهبتها 8 عساكره وقتلوا كثيرا من اهلها وهرب من سلم منهم 9 من القتل، وتفرقوا في البلاد، واقام بمكانه الى اواخر شهر ربيع الآخر والرسل مترددين بينه وبين مظفر الدين صاحب اربل ثم اصطلحوا. فسار جلال الدين يريد آذربيجان، فقصد مراغة 10 في طريقه فملكها، واقام بها وشرع في عمارة البلد، واستحسنه 11 فاتاه الخبر ان ايغان 12 طانشي قد جمع عسكرا نحو خمسة آلاف فارس ونهب كثيرا من اذربيجان. فلما سمع جلال الدين بذلك، سار جريدة يريد ايغان 12 طانشي فوصل اليه ليلا، وكان ايغان 12 طانشي اذا نزل جعل حول عسكره جميع ما غنمه من اذربيجان من خيل وبغال وحمير وبقر وغنم فلما وصل جلال الدين احاط بالجميع، واصبح عسكر ايغان 12 ورأوا العسكر والجتر 13 الذي يكون على رأس السلطان 14 علموا انه جلال الدين فسقط في ايديهم، فارسل ايغان زوجته، وهي اخت جلال الدين يطلب منه الامان فأمنه واحضره، واستعرض عسكره اليه واضاف جلال الدين اليه عسكرا غير عسكره، وعاد الى مراغة فأعجبه المقام بها. وكان اوزبك بن البهلوان قد سار من تبريز 15، يطلب منهم أن يتردد عسكره اليهم يمتارون 16، فأجابوه الى ذلك، فتردد العسكر، وباعوا واشتروا فمدوا أيديهم الى الناس، فشكا 17 اهل تبريز الى جلال الدين منهم فأرسل شحنة يكون عندهم، يكف عنهم ايدي المعتدين، فأقام الشحنة عندهم وكف ايدي الجند عنهم. وكانت 18 زوجة اوزبك مقيمة بتبريز، وهي بنت السلطان طغرل بن ارسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه، وكانت الحاكمة في بلد زوجها وهو مشغول بلذاته وشرابه ولعبه. وسار 19 جلال الدين الى تبريز فقاتله اهلها فحصروهم خمسة ايام وزحف اليها فوصل العسكر الى السور فأذعن اهلها، وطلبوا الامان منه لأنه كان يذمهم ويقول: قتلوا اصحابنا من المسلمين وارسلوا رؤوسهم الى التتر الكفار، فلما طلبوا الامان ذكر لهم ذلك، فاعتذروا وقالوا انما فعل ذلك صاحب البلاد فعذرهم وأمنهم، وطلبوا منه ان تؤمن زوجة اوزبك ولا يعارضها في الذي لها بأذربيجان، فاجابهم الى ذلك وملك البلد يوم السابع عشر من شهر رجب، وسير زوجة اوزبك مع رجل كبير القدر وأمره بخدمتها 20 ولما دخل جلال الدين 136 / ب/تبريز أمر حجابه ان لا يحجبوا عنه عنه احدا من اهلها، فلم يحجبوا عنه احدا واحسن اليهم، وبث فيهم العدل، ووعدهم بالزيادة، وقال قد رأيتم ما فعلت بمراغة من الاحسان والعمارة وسترون كيف اصنع بكم من الخير. فلما كان يوم الجمعة حضر الجامع، فلما خطب الخطيب ودعا للخليفة، قام قائما ولم يزل كذلك حتى فرغ من الدعاء. ودخل الى كشك 21 كان اوزبك قد عمره، وانفق عليه مالا جليلا، وكان في غاية الحسن مشرف على البساتين فلما [طاف] 22 فيه قال هذا من مساكن الكسالى لا يصلح لنا، وأقام اياما استولى فيها على عدة من البلاد وسير الجيوش الى بلاد الكرج 23.
صفحة ٤٠٤