العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
تصانيف
ولما ايس التتر من خوارزمشاه عادوا فقصدوا بلاد مازندران، فملكوها في اسرع وقت مع حصاتنها وامتناع قلاعها، وصعوبة الدخول اليها فقتلوا وسبوا واحرقوا ونهبوا البلاد وخرجوا نحو الري فلقوا 32 في الطريق والدة خوارزمشاه ونساءه واموالهم وذخائرهم، فاخذوا ذلك جميعه، وكان فيه من الاعلاق النفيسة ما لم يسمع بمثله من كل غريب من المتاع ونفيس من الجواهر فرأوا ما ملأ قلوبهم 33129 ب/وعيونهم، فسيروا الجميع الى جنكز خان وكان مقيما بسمرقند ثم ساروا نحو زنجان 34، ففعلوا كذلك ثم قصدوا قزوين فاعتصم أهلها بمدينتهم، فقاتلوهم قتالا شديدا حتى اخذوهم بالسيف بعد ان قتل من الفريقين شيء كثير، وقتل من اهل قزوين نيف واربعون الفا. ولما هجم الشتاء على التتر في همذان وبلاد الجيل رأوا بردا شديدا، وثلجا متراكما فساروا الى اذربيجان، ففعلوا في طريقهم بالقرى والمدن مثلما تقدم من النهب والقتل والخراب والحريق، ووصلوا الى تبريز وبها صاحب اذربيجان اوزبك بن البهلوان، فلم يخرج اليهم فارسل اليهم بمال وثياب ودواب، وحمل الجميع اليهم فساروا من عنده الى ساحل البحر فوصلوا الى موقان 35 وتطرقوا في طريقهم الى بلاد الكرج، فخرج اليهم من الكرج نحو من عشرة الاف مقاتل، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت الكرج وقتل اكثرهم، فارسل الكرج الى اوزبك بن البهلوان يطلبون منه الصلح والاتفاق على التتر فاصطلحوا وارسلوا 36 الى الملك الاشرف موسى بن العادل يطلبون منه الموافقة، وانضاف الى التتر مملوك تركي اسمه اقوش 37 واجتمع معه خلق كثير من التركمان والاكراد وغيرهم فتوافقوا جميعا وساروا الى الكرج، فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزمت الكرج اقبح هزيمة وركبهم السيف من كل جانب فقتل منهم ما لا يحصى وكانت هذه الواقعة في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة. فهذا ما كان من الطائفة المغربة في هذه السنة. 38
صفحة ٣٧٦