والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه"١.
ثالثًا: العرش أكبر المخلوقات وأعظمها وأثقلها.
إن عرش الرحمن ﵎ يعتبر أكبر مخلوقات الله وأوسعها وأعظمها على الإطلاق، فقد خص الله ﷿ العرش بهذه الميزة العظيمة وشرفه بها مع غيرها من الميزات لكي يتناسب مع ذلك الشرف العظيم ألا وهو استواء البارئ ﷿ عليه.
وعظم العرش وسعة خلقه قد دل عليهما القرآن والسنة، فالله ﷾ يقول في محكم التنزيل: ﴿رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾، فالله سبحانه وصف العرش في هذه الآية وغيرها بكونه عظيمًا في خلقه وسعته، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "أي هو مالك كل شيء وخالقه لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى"٢.
١ أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص٢٦، ٢٧) .
واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/٣٩٦) .
وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص١٠٠) وقال: «رواه سنيد بن داود بإسناد صحيح» .
٢ تفسير ابن كثير (٢/٤٠٤) .