62

وقال القاسم : وممن أخرجناهم من جملة الخطاب الخاص مخاطبة الإيمان أقوام يتخذون أهواءهم آلهة يعبدونها ويحبونها ، ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) منهم لأهوائهم ؛ لأنهم يرون البلاء من الله نعمة ، ولا يحجزهم عن محبتهم لربهم ترادف المحن عليهم ، بل يزيدهم بذلك محبة له ؛ فلذلك قال : ( والذين آمنوا أشد حبا لله ).

وقال الشبلي : من ادعى محبة الله تعالى ، ونسي ذكره طرفة عين ، فهو المستهزئ والمفتري على الله ، ويصنع به ما يصنع بالمفتري.

وقال جعفر الصادق في قوله : ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) قال : يباهي الله على خلقه بمحبته للمؤمنين له ، ويشير أن المحبة أخص ما يتعبد له المتعبدون.

وقال ابن عطاء : أحبوا الله بحب الله ، وحب الله حب باق ، فصار حبهم باقيا ببقاء حب الله تعالى.

( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (168) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (169) وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (170) ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون (171) يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون (172) إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173) إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175) ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد (176) ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (177) يا أيها

صفحة ٧٢