( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا (5) وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (6) للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا (7))
قوله تعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ) المال هاهنا حقائق المعرفة التي لا يعرفها إلا الربانيون ، أي : لا تظهروها للمبتدئين ؛ لئلا تفسد عقائدهم.
وأيضا : لا تعطوا المال إلى غير من يبلغ درجة التمكين ؛ فإنه يهلك في تصرفه.
قيل : أولادكم الذين يمنعونكم عن الصدقة.
قوله تعالى : ( فإن آنستم منهم رشدا ) الرشد هاهنا والله أعلم : معرفة الله ومحبته وسلوك سبيله على موافقة السنة.
وقيل : أصحابه الحق ، وقيل : القيام في العبادات على شرط السنة.
قال ابن عطاء : الرشيد من يفرق بين الإلهام والوسوسة.
وقوله تعالى : ( وكفى بالله حسيبا ) هذه التسلية للمشتاقين أي : كفى بكم عدي أنفاسكم التي تنفستم بها في غلبة شوقكم إلى لقائي ، فأجازيكم بكل نفس بوصل بلا فصل ، وأنا حسبكم ، ومشاهدتي حسبكم ؛ لأنه بلا نهاية ولا حجاب ، وتخوف به أهل المراقبة ، لئلا يخطر على قلوبهم خاطر دونه.
قيل : الحسيب الكريم أن يوفيك ما لك ، ولا يناقشك فيما عليك.
قال ابن عطاء : الحسيب الذي لا يضيع عنده عمل.
( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا (8) وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا (9) إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (10) يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد
صفحة ٢٣٢