قال الدكتور بشار عواد: "قد جمعتُ ما أورده من الشروح، والنكت اللغوية في كتابه الترغيب والترهيب، فجاء في كتيب ليس بالصغير" (١).
٤ - العناية ببيان مرتبة الأحاديث حسب اصطلاحه الذي قرره في مقدمته، وتلك الأحكام التي أصدرها المؤلف على الأحاديث، والعلل التي أوضحها كالإرسال والانقطاع والإعضال وغير ذلك، لها قيمة وأهمية كبيرة في جملتها ولا أدل على ذلك من اهتمام من جاء بعده بأقواله وأحكامه على الأحاديث وهم كثير، ومنهم من يصرح باستفادته منه، ومنهم من لم يصرح، ومن الذين استفادوا منه من غير أن يصرحوا بذلك -فيما ظهر لي- الحافظ الدمياطي في كتابه "المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح"، والهيثمي في "مجمع الزوائد".
فإن من يلقي نظرةً على الكتابين يلاحظ المطابقة في أحاديث كثيرة بين حكمهما وحكم المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب"، مما يجعل المطلع يكاد يجزم بأنهما قد تبعا المنذري ﵀.
وفي الحقيقة أن من يقرأ هذا الكتاب يظهر له بوضوح إمامة المنذري ورسوخ قدمه في هذا العلم الشريف، وبراعته في النقد.
٥ - كثرة المصادر التي اعتمد عليها في تخريج أحاديث الكتاب، وقد بلغ ما نص عليه في المقدمة واحدًا وعشرين مصدرًا كلها مصادر أساسية أصيلة تروي الأحاديث بالأسناد، إضافة إلى مصادر أخرى عزا إليها في أثناء الكتاب من غير أن يشير إليها في مقدمته، وقد سبق تفصيل القول في ذلك.
٦ - استيعابه لعدد كبير من أحاديث الترغيب والترهيب، وقد بلغتْ بالمكرر خمسة آلاف وأربعمائة واثنين وسبعين حديثًا (٢).
٧ - أفرد المؤلف لرواة المختلف فيهم المشار إليهم في كتابه، بابًا جعله في آخر الكتاب، ورتبهم على حروف المعجم، وقد بلغ عددهم مائة وثلاثًا وثمانين راويًا، وأورد ما ذكره الأئمة فيهم من جرح وتعديل على سبيل الإيجاز
_________
(١) المنذري وكتابه التكملة ص: ١٦٠.
(٢) وهذا حسب ترقيم محيي الدين عبد الحميد في طبعته للكتاب.
1 / 47