البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

الحوفي ت. 430 هجري
151

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

تصانيف

وسلم كان قد سقط حاجباه، فكان يرفعهما بخرقه، فقيل له: ما هذا؟ قال: طول الزمان وكثرة الأحزان، فأوحى الله إليه: يا يعقوب أتشكوني؟ قال: يارب خطية أخطأتها، فاغفرها لي (١)، وقولُهُ: ﴿وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ قال قتادة: على ما تكذبون (٢). وقوله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ﴾ أي: وجاءت مارّة الطريق من المسافرين فأرسلوا واردهم، وهو الذي يرد المنهل أو المنزل وورُوده إِيَّاهُ: مصِيره إِلَيه ودُخوله، فأرسل دلوه في البئر، يقال: أدليت الدلو في البئر إذا أرسلتها فيها، فإذا استقيت قلت دلوت أدلو دلوًا (٣)، وفي الكلام محذوف (٤)، وهو: فأدلى دلوه فتعلق به يوسف، فخرج فقال المدلي: يا بشرى هذا غلام، واختلف في معنى: قال يا بشرى هذا غلام، فقال بعضهم: ذلك تبشير من المدلي دلوه في إصابته يوسف بأنه أصاب عبدا (٥)، وهو معنى قول قتادة، وقال آخرون: بل ذلك اسم رجل من السيارة بعينه ناداه المدلي لما خرج يوسف من البئر متعلقا بالحبل (٦)، وهو قول السدي قال: كان اسم صاحبه بشرى (٧)،وقوله تعالى: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ اختلف أيضا في تأويله، وقال بعضهم: أسره الوارد المستقي وأصحابه من التجار الذين كانوا معهم، وقالوا لهم: هو بضاعة استبضعناها بعض أهل المال

(١) الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا، باب زوجوا الحور العين، وأخدموا، ١/ ٧٩.رقم الحديث ١١٧. عن جعفَرِ بْنِ الحارثِ النَخْعِيِّ. وهو في تفسير عبد الرزاق، مرجع سابق، ٢/ ٣١٩ .. وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت، الدر المنثور للسيوطي، باب ٨٥، ٤/ ٥٧٢، ٥٧٣. (٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٤٢.ابن أبي حاتم ٧/ ٢١١٢. (٣) ابن دريد، جمهرة اللغة، مرجع سابق، باب ما اتفق عليه أبو زيد وأبو عبيد، ٣/ ١٢٦٦. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، باب (الدال واللام)، ١٤/ ١٢٢. الزجاج، مرجع سابق، ٣/ ٩٧. ابن أبي زَمَنِين، مرجع سابق، ٢/ ٣١٩. (٤) القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، ٥/ ٣٥٢٤. (٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٤٣. (٦) ابن جرير، مرجع سابق، ١٥/ ٢.الزجاج، مرجع سابق، ٣/ ٩٧.ابن الجوزي، مرجع سابق، ٢/ ٤٢١. (٧) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٤٥.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١١٣.الزجاج، مرجع سابق، ٣/ ٩٧.

1 / 151