فأصبحت مولاها من الناس كلهم .... وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا فخاطبه بلفظ مولى وهو خليفة مطاع في الأمر من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله وليس أبو عبيدة متهم بالتقصير في علم اللغة ولا مظنونا به الميل إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- <<[بل معدود من جملة الخوارج وقد شاركه في مثل ذلك التفسير ابن قتبة وهو أيضا لا ميل له إلى أمير المؤمنين عليه السلام]>>(1) إلا أنه لو علم أن الحق في غير هذا المعنى لقاله.
وقال الفراء في كتابه المعروف (بتفسير المشكل في القرآن)(2) في ذكر أقسام المولى(3) أن المولى: الولي والموالى الأولى بالشيء، واستشهد على ذلك بالآية المقدم ذكرها وببيت لبيد أيضا <<وأنشد لغير لبيد أيضا>>(4):
كانوا موالي حق يطلبون به ... فأدركوه وما ملوا ولا لعبوا
وقد روى أن في قراءة عبد الله بن مسعود {إنما وليكم الله ورسوله}} مكان {إنما وليكم الله}}[المائدة:55].
وفي الحديث: ((أيما امرأة تزوجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل)) والمعلوم من ذلك أن المراد بمولاها وليها والذي هو أولى الناس بها والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة ولا ميل له إلى مذهب الإسلام -إذ هو نصراني (بحت)-(5) بل هو من المبرزين في علوم اللغة.
وقد حكي عن أبي العباس المبرد أنه قال: الولي الذي هو الأحق والأولى ومثله المولى فيجعل الثلاث عبارات لمعنى واحد ومن له أدنى أنس بالعربية وكلام أهلها لا يخفى عليه ذلك.
صفحة ١٤١