قلت: قلت : فإذا اتضحت نصوصيته على الأمر المستدل به عليه نظر هل هو نصا جليا(1) كما تقوله الجارودية من الزيدية والإمامية [ونحوهما](2) أم هو نصا خفيا استدلاليا كما تقوله البترية من الزيدية ومن تابعهم على ذلك وكل مجتهد موكول على ما أداه إليه اجتهاده بعد أن يوفي اجتهاده فيما اجتهد فيه إذ الاجتهاد يتبعض على الأصح حسبما يأتي بيانه -إن شاء الله تعالى- فأقول وبالله الإعانة:
أما ما كان في غيبة أمير المؤمنين -كرم الله وجهه في الجنة- ففي ذلك ما أخرجه يحيى بن الحسن بن البطريق الأسدي في عمدة الطالب في مناقب علي بن أبي طالب من فصل فنون شتى، الفصل الأول (منها):(3) بسنده إلى أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- وبطريقه المرفوعة إلى بريدة الأسلمي أنه قال: أنه مر على مجلس وهم ينالون من علي -عليه السلام- فوقف عليهم وقال: إنه كان في نفسي على علي وكان خالد بن الوليد [39ب-أ] كذلك فبعثني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- [42-ب] في سرية وعليها علي قاضيا فأصبنا سبيا فأخذ علي من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد: دونك قال فلما قدمنا على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: قلت: إن عليا أخذ جارية من الخمس وكتب رجلا بكتاب فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد تغير فقال: ((من كنت وليه فعلي وليه))(4).
صفحة ١٣٢