121

وفي يدي الخارجي الصفري مدينة كبيرة تدعى درعة، فيها معدن الفضة، وهي مما يلي الحبشة في ناحية الجنوب، ومدينة تدعى زيز.

وفي يدي إبراهيم بن محمد بن محمود البربري المعتزلي مدينة تلي تاهرت تدعى أيزرج.

وفي يدي ولد إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مدينة تلمسين، ومن تاهرت إليها مسيرة خمسة وعشرين يوما عمران كله، وطنجة، وفاس وبها منزله، ووليلة، ومدركة، ومتروكة، ومدينة زفور، وغزة، وغميرة، والحاجر وماجراجرا، وفنكور، والخضراء، وأوراس، وما يتصل ببلاد زاغي بن زاغي، وطنجة خلف تاهرت بأربع وعشرين ليلة، وخلف طنجة السوس الأدنى، وخلف السوس الأدنى السوس الأقصى على بحر اليمن في شرقي النيل، ومدينة السوس الأقصى تدعى طرقلة، ومدينة الأندلس تدعى قرطبة، وبلاد أنبية من السوس الأقصى على مسيرة سبعين ليلة في براري ومفاوز، وأهلها وأهل لمطة أصحاب الدرق، ينقعونها في اللبن حولا مجردا، فينبو عنها السيف وإن قطع السيف منها شيئا نشب السيف في الدرقة، ولم يمكن أن ينزع من الدرقة، والدرقة اللمطية ليس عليها قياس.

وكان سبب خروج إدريس ووقوعه إلى هذه النواحي ما حكاه صالح بن علي (1) قال: أخبرنا مشايخنا أن إدريس بن عبد الله بن حسن الطالبي أفلت من وقعة العباسيين بالطالبيين بفخ مكة، وذلك في خلافة الهادي، فوقع بمصر وعلى بريدها يومئذ واضح مولى المنصور، وكان رافضيا فحمله على البريد إلى أرض المغرب، فوقع بأرض طنجة بمدينة يقال لها وليلة، فاستجاب له من بها وبأعراضها من الناس، فلما استخلف الرشيد أعلم بذلك فضرب عنق واضح وصلبه، ودس إلى إدريس الشماخ اليماني مولى المهدي، وكتب له كتابا إلى

صفحة ١٣٣