بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية

ابن تيمية ت. 728 هجري
73

بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية

محقق

موسى الدويش

الناشر

مكتية العلوم والحكم،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

مما وصف لكم" يدل على معاني متباينة كلفظ العين والقرء ونحو ذلك. فإن زعموا أن لفظ الخلق في القرآن والسنة متضمن للتقدير حتى يفرقوا بين عالم الخلق والأمر بطل قولهم: "أول مخلوق العقل" فإنه على هذا الاصطلاح لا يكون مخلوقا. وإن زعموا أنه يتضمن الإيجاد كيفما كان بطل تقسيمهم لعالم الخلق وعالم الأمر ومنعهم أن تكون الملائكة مخلوقة مع أن فساد هذا معلوم بالاضطرار من دين المسلمين فإنه ليس لأحد أن يقول أن الملائكة ليست مخلوقة ولا يقبل منه تفسير ذلك بحال مع النفي وهذا يدل على مناقضتهم للرسل مع كثرة أدلة ذلك. الوجه الثالث: أن هؤلاء يدعون أن العقل الأول صدر عنه جميع ما تحته فصدر عنه عقل ونفس وفلك وعن العقل عقل ونفس وفلك إلى العقل الفعال فإنه صدر عنه جميع ما تحته من المواد والصور ويسمون هؤلاء الأرباب الصغرى والآلهة الصغرى. ومعلوم بالاضطرار من جميع أهل الملل من المسلمين واليهود

1 / 241