قذائف الحق
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
وتاحت فرصة غريبة لعشر السكان المسيحى أن يتحكم فى البقية الضائعة ويمحو منه الإسلام.
وسنرى كم ستكسب " إسرائيل " من هذا التصرف.
إن أغلب الانقلابات التى حدثت رتب وظائف الدولة العليا والوسطى على أساس أهدرت فيه الكفاءات إهدارًا مزعجًا..
وتصور معيدًا فى كلية يصبح عميدها، أو كاتبًا فى محكمة يصبح رئيسها، لكن هكذا تجرى الأمور فى غيبة الدين والدنيا معًا.
لقد أبى المتنبى الذهاب إلى الأندلس، لأنه أدرك تفاهة حكامها من ضخامة الألقاب التى يحملونها، وكأن الرجل يصف أحوال العرب فى عصرنا هذا لا فى عصره هو عندما قال:
فى كل أرض وطئتها أمم
يقودها عبد كأنها غنم!
إن العرب الآن يخوضون معركة بقاء أو فناء..
وفى غيبة الإيمان وتقاليده وشمائله عن مجتمعاتهم نمت أخلاق أخرى لا تصلح بها حياة ولا تضمن بها أخرى.
ومن الخير أن يتحسسوا هذا البلاء فى صفوفهم فيحسموه.
إن الحقائق تفرض نفسها طوعًا أو كرهًا مهما تجاهلناها، وعندما يكون الشعب شكلًا لا موضوع له فهو صفر.
وعندما يكون الرؤساء أوراقًا مالية ليس لها غطاء نقدى محترم فهم عملة زائفة، قد تروج بين المغفلين، ولكن إلى حين..
على العرب أن يعيدوا تشكيل نفوسهم وصفوفهم ومتقدميهم ومتأخريهم وفق القانون الإلهى العتيد " ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب. من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرًا " (النساء: ١٢٣) .
1 / 185