فأعلم جل ذكره أن المؤمن لنفسه من سخطه ووعيده من عباده بفعله طاعاته إذا أنزلت سورة ازداد بفعل ما فرض الله فيها وأحدثه من فرض عليه ، وإقرار بها إيمانا لنفسه من سخطه وعذابه ، وأن المريض القلب المصر على معاصيه يزداد رجسا إلى رجسه ، بخلافه ما أنزل الله ويموت على ضلاله كافرا.
فنحن نقول : إن الإيمان يزيد كما وصف الحكيم العليم ، ولا نقول : ينقص إذ لم يصف الحكيم العليم أنه ينقص ؛ ولأنه لا يجوز أن يقال : ينقص إلا عند ما يرتكب العبد معصية لله سبحانه تسخطه عليه ، وتوجب وعيده له ، وهذه حال قد أعلمنا الله فيها أن عمل عبده يبطل كله ويحبط ، فليس لذكر النقص معنى مع بطلان الكل.
صفحة ١٦