كتاب البغال

الجاحظ ت. 255 هجري
29

كتاب البغال

الناشر

دار ومكتبة الهلال

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٨ هـ

مكان النشر

بيروت

قد باع وربح. فظنّ أنّ قوله: قد نفق، من نفاق السّلعة. ومثل هذا وليس من ذكر البغال في شيء، ما سمع رجل رجلا ينشد قوله: وكان أخلّائي يقولون مرحبا ... فلمّا رأوني معدما مات مرحب فقال: مرحب «١» لم يمت، قتله علي بن أبي طالب ﵇! ونظر أبو الحارث جمّين «٢» إلى أتان وحش ينزى عليها حمار أهليّ، فأنشد: لو بأتانين جاء يخطبها ... رمّل ما أنف خاطب بدم ونظر إلى برذون يستقى عليه الماء، فأنشد: وما المرء إلّا حيث يجعل نفسه ... ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل هذا لو هملج «٣» لم يصبه ما أصابه. قالوا: وكان لأبي الحارث بغل قطوف «٤»، فلما أعياه استقى عليه الماء؛ فرآه يوما في الطريق، وعليه مزادة ثقيلة، وهو يمشي تحتها مشيا وطيئا؛ فقال: لو مشي تحت الخفيف كما يمشي تحت الثقيل، وكان الإنسان أحبّ إليه من الرّاوية، ربح هو الكرامة، وربحت أنا الوطاءة! قال: ونظر أعرابيّ إلى بغل سقّاء، وقد تفاجّ ليبول، فاستحثّه

1 / 34