[المجلد الأول]
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الناشر
المؤلف والكتاب ابو الفداء عماد الدين إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ الْبُصْرَوِيُّ ثم الدمشقيّ حافظ للحديث، مفسر، مؤرخ، فقيه، من أعلام المسلمين في القرن الثامن الهجريّ ولد سنة سبعمائة أو بعدها بيسير، في قرية من أعمال بصرى الشام، وانتقل إلى دمشق سنة ٧٠٦ هـ فنشأ بها وأخذ عن جماعة من شيوخها، ولازم الحافظ المزّي، محدّث الشام في عصره (٦٥٤- ٧٤٢ هـ) وسمع عليه أكثر تصانيفه، وصاهره على ابنته، وصحب شيخ الإسلام ابن تيمية (٦٦١- ٧٣٨ هـ) وأخذ عنه وفتن بحبه وامتحن لسببه، توفي بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية، قال البدر العيني: «كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، سمع وجمع وصنّف ودرّس وحدّث وألّف، وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه علم التاريخ والحديث والتفسير، وله مصنفات عديدة مفيدة» وقال تلميذه مؤرخ الإسلام شهاب الدين ابن حجّي: «وهو أحفظ من أدركناه بمتون الأحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك» . وترجم له ابن حجر العسقلاني وقال: «كان كثير لاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته» .
1 / 2