رِسَالاتِ رَبِّهِمْ﴾ الآية [الجن:٢٨] " انتهى. وقوله تعالى: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ فهذا يدل على أمرين تأكيدًا لنفي وتحققه وإخراج بعض الأفراد التي يعلمها من شاء الله تعالى كما يعلم بالوحي ونحوه كذلك أخباره ﷺ عن أشياء وقعت فيما مضى وأخباره عن أشياء تقع في أمته فهذا ونحوه أمر جزئي بالنسبة إلى ما اختص الله بعلمه كما في حديث موسى وقول الخضر له ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر وهذا بالنسبة إلى علم الله وإن كثر واتسع بالنسبة إلى علوم الخلق فإنما يحصل لرسل الله من العلوم والمعارف لا نسبة بينه وبين علم الله الذي أحاط بكل شيء وأحصاه عددًا إذا علمت هذا وتحققته فعبد الكريم لا ينفى وجود الجزئيات في حد الكرامة وخرق الله العادة لوليه كما في قصة عمر وقصته آصف وقصة مريم وكما يذكر عن أبي إدريس الخولاني وعن العلاء بن الحضرمي وأمثالهم وذلك ونحوه داخل في عموم قوله إلا بما شاء وقد دخل فيه ما يحصل للإنبياء ﵈ بواسطة وبغير واسطة ولكن لا يقال: إن أحدًا ثبت له هذا بجميع أنواع الغيب كلية وجزئية لأن ذلك لا يكون إلا لله كما