هذه يسمع من دعاه وإذا كانت أرواح الأنبياء والصالحين في أعلى عليين فيمتنع عقلاء وشرعًا وفطرة وقدر أن الأرواح التي فوق السموات السبع وفي أعلى عليين أنها تسمع دعاء أهل الأرض وتنفعهم وتتصرف فيهم هذا محال قطعا وضلال مبين بدليل قوله تعالى: ﴿وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾ [الاحقاف: من الآية٥]، فكل من دعى من الأموات والغائبين والأنبياء والصالحين فمن دونهم غافل عن دعاء داعية بنصوص القرآن العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فسبحان من أنزل كتابه روحًا وهدى ونورا وبرهانا يهتدى به من هداه الله إلى صراطه المستقيم فمن قال: إنهم بعد مماتهم يسمعون دعاء من دعاهم لأنّ أرواحهم لا تفنى وهم في أعلى عليين فقد سوى بين الأرواح وبين الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ويسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات ولا يشغله سمع عن سمع وبين الأموات والحي الذي لا يموت ونسبته اعتقاد ذلك إلى العلماء كذب بحث وتمويه على الجهال فلم يعتقد هذا أحد من