وأعددته ذخرًا لكل ملمة ... وسهم المنايا بالذخائر مولع
والقصيدة غراء، وإن فسحت بالك وزدت في نشاطك رويتها لك، وإنما لقطت قصار الألفاظ من هذه البصائر والنوادر لتكون بالقلب أعلق، وإلى الحفظ أسبق.
قال فيلسوف: هيبة الزلل تورث حصرًا، وهيبة العافية تورث جبنًا.
قال أعرابي: لا ينبغي لأحد أن يدع الحزم لظفر ناله عاجز، ولا يرغب في التضييع لنكبة دخلت على حازم.
قد نطق بالصواب هذا الأعرابي، لأنك متى أضعت الحزم اتكالًا واسترسالًا، جانبت الرشد، وجريت في عنان الغي، وكنت أحد لوام نفسك، وعاذلي رأيك، ومتى أخذت بالحزم ظفرت، فإن لم تظفر لم تقطع نفسك باللوم. على أن ظفر العاجز لم يكن عن تكلف العجز، ولا نكبة الحازم عن اختيار الحزم، ولكن جريًا بالعجز والحزم على ما كانا واقعين عليه،