البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
محقق
د .أحمد زكريا الشلق
الناشر
دارالكتب والوثائق القومية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
1426هـ /2005 م
مكان النشر
القاهرة / مصر
وفي يوم 14 أغسطس بلغ خبر هذه المعاهدة رسميا إلى محمد علي باشا وأتت | إليه بعد ذلك قناصل الدول الأربع المتحدة وعرضوا عليه باسم دولهم أن تكون | ولاية مصر له ولورثته وولاية ( عكا ) له مدة حياته وأمهلوه 10 أيام لإعطاء | جوابه ، فطلب منهم كتابة بذلك فلبوا طلبه ، ثم في اليوم التالي أفهموه أن فرنسا | لإعطاء لا يمكنها مساعدته قط لتصميم الدول على تنفيذ ما اتفقت عليه ولو أدى ذلك | إلى حرب أوربي لكنه أصر على عدم القبول والدفاع عن حقه إلى آخر رمق من | حياته . وفي يوم 26 أغسطس الذي هو غاية الميعاد المعطى له حضر إليه القناصل | ومعهم مندوب الدولة وأخبروه أنه لا حق له الآن في ولاية ( عكا ) ، وأن الدول | لا تسمح له إلا بولاية مصر فقط له ولذريته فاحتد عليهم غضبا وطردهم من | عنده قائلا لهم كيف يجوز أن أسمح لكم بالمقام في بلادي وأنتم وكلاء أعدائي في | هذه الديار ، فانصرفوا وأعطوه عشرة أيام أخر لإبداء جوابه بحيث أن لم يجاوب | تكون الدول غير مسئولة عما يحصل له من الضرر وبعد انقضاء هذه المدة بدون | أن يصل إليهم جوابه كتب القناصل بذلك إلى سفراء الدول بإسلامبول | | فاجتمعوا عند الصدر الأعظم وقرروا بإتحادهم أخذ مصر والشام من محمد علي | باشا .
وفي أثناء هذه المدة كانت فرنسا ، إتباعا لرأي المسيو تيرس ، تستعد للقتال | مساعدة لمحمد علي باشا ولكن لسوء حظ الأمة المصرية كانت هذه | الإستعدادات غير كافية ولا تتم إلا بعد ستة أشهر لعدم وجود السلاح | والذخائر الكافية للحرب ، لا سيما وأن فرنسا تكون في هذه الحالة مقاومة | لأكبر دول أوربا ولما تحقق أهالي فرنسا أن حكومتهم لا تقوى على مساعدة | محمد علي باشا فعلا بعد أن جرأته على المقاومة ووعدته بالمساعدة هاج الرأي | العام على الموسيو تيرس المعضد لهذه السياسة ، التي عادت على مصر بالضرر | العظيم ، حتى التزم بالإستعفاء في يوم 29 أكتوبر سنة 1840 لكن لم يجد | استعفاؤه لمصر نفعا لوقوعها بمفردها أمام أربع دول من أعظم الدول شأنا | وأعلاهم مكانة وأكثرهم قوة إذ أرسلت فرنسا أوامرها لدونانمتها أولا | بالإنسحاب إلى مياه اليونان ثم بالعودة إلى فرنسا وترك مصر والشام لمراكب | انكلترا تحرق موانيها بمقذوفاتها الجهنمية وكان رجوع الدونانمة الفرنساوية | في 9 أكتوبر سنة 1840 أي قبل استعفاء المسيو تيرس بعشرين يوما . |
إطلاق المدافع على موانئ الشام :
صفحة ٢٠٢