90

البدر التمام شرح بلوغ المرام

محقق

علي بن عبد الله الزبن

الناشر

دار هجر

رقم الإصدار

الأولى

تصانيف

وعلى هذا اعتمدَتْ طائفةٌ صنفت في الأسماء والكنى. وكُنِّيَ بأبي هريرة لأنه كانت له في صغَرِه هِرَّة صغيرة يلعب بها. وهو أكثر الصحابة رواية عن النبي ﷺ (١)، وذكر (٢) الحافظ بَقِيّ بن مَخْلَد الأندلسيّ في "مسنده" لأبي هريرة خمسة آلاف حديث وثلاثمائة (١) وأربعة وسبعين (٥) حديثًا، وليس لأحد من الصحابة هذا القَدْر ولا ما يقاربه. قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ مَنْ روى الحديث في دهره (٣). وكان ينزل بالمدينة، وبذي الحُلَيْفَة، وله فيها دار. مات بالمدينة سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة (٤)، ودُفِن بالبَقِيْع، وماتت [عائشة] (جـ) قبله بقليل وهو الذي صلى عليها. وقيل: إنه مات سنة سبع وخمسين، وقيل: ثمان، والصحيح الأول. قال أبو نعيم: كان عَرِيْف أهل الصُّفَّة، وأشهر مَنْ سَكَنَها (٥). هذا الحديث [وقع في جواب سؤال، ولفظ أبي داود (٦): أن المغيرة سمع أبا هريرة يقول: "سأل رجلٌ رسولَ الله ﷺ فقال: يا رسول الله: إنَّا نَركَبُ (د) البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإِنْ توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله ﷺ: "هو الطهُورُ مَاؤهُ والحِلُّ مَيْتَتُه".

(أ) زاد في هـ: حديث. (ب) في هـ: وسبعون وكذا ى. (جـ) بالهامش في الأصل. (د) في جـ: ركب. _________ (١) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٦٢، حلية الأولياء ١/ ٣٧٦. (٢) مسند بقي بن مخلد ٧٩. (٣) الرسالة ٢٨١. (٤) سير أعلام النبلاء ٢/ ٥٩٩. (٥) الاستيعاب ١٢/ ١٦٧، الإصابة ١٣/ ٦٣. (٦) أبو داود ١/ ٦٤ ح ٨٣.

1 / 50