باب في الحجج الإلهية على الخلق اللاتي يعاقب الله بعد إكمالها على الإخلال بما قضت به من مات مصرا على ترك مقتضى ما علم وجوب العمل به منها بضرورة الدين ونهى أربع، أولها: العقل، وثانيها القرآن، وثالثها السنة، ورابعها الإجماع هذه أجمع عليها والقياس الأولى نص وزيادة فهو داخل فيها، والقياس المساوى حجة خامسة لكنه مختلف فيه .
فصل [حقيقة العمل]
والعقل عندنا عرض محله القلب كالبصر عرض محله الحدق، والسمع عرض محله الصماخ، والذوق عرض محله الفم، والشم ذوق محله الأنف وهذا قول العترة عليهم السلام ومن قال بمذهبهم من الشيعة ودليل كونه عرضا محله القلب كالبصر معنى محله الحدق أن الله تعالى وصف القلب بمثل ما وصف به العين من البصر والعمى وقرن أحدهما بالآخر، وجعل تغير المعنى الذي في القلب أصل في تغير المعنى الذي في العين فقال تعالى: [ ] {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}(1) وقال تعالى: [ ] {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها}(2) فقرن تعالى بعض هذه المعاني ببعض فكما أن الإبصار بالعين بمعنى محله الحدق كذلك ما قرن بها من التعقل بالقلب فهو بمعنى محله القلب ذلك المعنى هو العقل إذ لا فرق بين المعطوف والمعطوف عليه بواو الجمع فيما كان من الأحكام والمعاني إلا بدليل صريح ولا دليل صريح مع المخالفين يفرقون به فثبت ما قلنا .
فصل
والعقل له مادة في الرأس ومن صحة جميع الحواس .
فصل والقلب أفضل ما في المكلف [13أ] لكون العقل حالا فيه .
صفحة ٥٢