قوله تعالى: [ ] {يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم....إلى آخر السورة}(1) وقوله تعالى:[ ] {إنما تجزون ما كنتم تعملون}(2) وقال تعالى:[ ] {كل نفس بما كسبت رهينة}(3) وقال تعالى:[ ] {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}(4) وقال تعالى:[ ] {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها}(5) وقال: [ ] {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون}(6) فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن العباد يعملون خيرا وشرا وطاعة ومعصية، وأنهم يكسبون ويفعلون ويجترمون ويبتدعون، ويكون منهم حسنات وسيئات، وكلما فعلوه فإنما يفعلونه [8أ] بقوة من الله التي جعلها فيهم ومن بها عليهم لا بقوة جعلوها لأنفسهم، ولم يرد تعالى ولا رضي لهم يفعلوا بها إلا الإحسان باختيارهم، ولم يرد تعالى أن يفعلوا بها العصيان، بل نهاهم وأمرهم بغير جبر وجعلها صالحة لمآلاتها واختاروه من طاعة أو معصية، وقد أكثر الله الأدلة على هذه {ليهلك من قد هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله سميع عليم}.
صفحة ٢٩