البديع في البديع
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٠هـ
سنة النشر
١٩٩٠م
وهو يحسد على القليل، ويتسخط على الكثير، جذلُ الظاهر، حزين الباطن، فإذا وجبت نفسهُ ونضب عمره وضحًا ظلّه [حاسبه الله ﷿] فأشد حسابه وأقل غفره"١، أراد٢ من هذا نضب عمره، وهو الاستعارة.
ورووا أن عليًا ﵁ سأل كبير فارس عن أحمد سير ملوكهم عندهم فقال: لأردشير٣ فضيلة السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان٤، قال: فأي أخلاقه كان أغلب "عليه"؟ قال: الحِلْم والأناة، قال علي ﵁: هما توءمان ينتجهما علو الهمة.
وقال علي ﵁: "العلم قفل مفتاحه السؤال".
ورووا أن عليًا ﵁ قال لبعض الخوارج في حديث طويل: "والله ما عُرفْتَ حتى نعرَ الباطل فنجمت نجوم قرن الماعزة"٥ أردنا قوله: نعر الباطل.
ورووا أن عمر٦ ﵁ لما حصّب المسجد٧ قال له رجل: لِمَ فعلت ذلك؟ قال: هو أغفرُ للنخامة٨.
وقال الشعبيّ٩: "كتب خالد بن الوليد١٠ إلى مرازبة١١ فارس عند مقدمه العراق: أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمتكم
_________
١ من خطبة لأبي بكر تراها في البيان والتبيين "٤٧/ ٢" مع اختلاف قليل في الرواية. يتسخط: يستقل من تسخط عطاءه أي استقله، أو من السخط وهو المقت والكراهية والغضب. الجذل: الفرح. وجب الميت والحائط: سقط. ووجبت الشمس: غابت. ضحا ظله: أي مات، من ضحا الظل إذا صار شمسًا، والإنسان إذا صار ظله شمسًا فقد بَطَل.
٢ أي: أبو العباس عبد الله بن المعتز.
٣ من ولد ساسان بن أردشير مؤسس الدولة الساسانية، مكث في الحكم خمسة عشر عامًا.
٤ من الأكاسرة الساسانية، مكث في الحكم ٤٨ عامًا، بلغت فيها فارس ذروة المجد.
٥ نعر: صوَّت وصاح. نجم: ظهر وطلع.
٦ الخليفة الإسلامي الثاني، قتل عام ٢٣هـ.
٧ أي: فرشه بالحصى.
٨ أي: أستر للبصقة إذا سقطت فيه.
٩ راوية كوفي كان نديم عبد الملك بن مَرْوان، وكان محدثًا وفقيهًا وشاعرًا، استقضاه عمر بن عبد العزيز "١٩-١٠٣هـ".
١٠ الصحابي المشهور والقائد الإسلامي الفاتح، مات عام ٢١هـ.
١١ أي: قواد.
1 / 78