البديع في البديع
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٠هـ
سنة النشر
١٩٩٠م
٢- الاعتراض ١:
ومن محاسن الكلام أيضًا والشعر اعتراض كلام في كلام لم يتمم معناه ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد؛ كقول بعضهم من "الطويل":
فظلوا بيوم -دع أخاك بمثله- ... على مشروع يروى ولما يصرد٢
وقال كثير "من الوافر":
لو أن البخالين -وأنت منهم- ... رأوك تعلموا منك المطالا٣
وقال النابغة الجعدي "من الوافر":
ألا زعمت بنو سعد بأني ... -ألا كذبوا- كبير السن فاني
١ عنوان وضعته زيادة على الأصل، وراجع هذا الباب في الصناعتين ص٣٨٥، وقد تأثر أبو هلال بابن المعتز تأثرا كبيرًا، والاعتراض هو الالتفات عن بعض البيانيين "٤٢ ج٢ العمدة". ٢ مشرع الماء: مورد الشاربة. روي من الماء وأرواني الماء بمعنى. يصرد من التصريد وهو في السقي دون الري، والصرد: البرد. ٣ المطال: من المطل بالدين.
٣- الرجوع ١:
ومنها الرجوع؛ وهو أن يقول شيئًا ويرجع عنه؛ كقول بشار "من الكامل":
نبهئت فاضح أمه يغتابني ... عند الأمير وهل عليه أمير٢
وقال أبو نواس "من الرجز":
يا خير من كن ومن يكون ... إلا النبي الطاهر الأمين
إمام عدل ما له قرين ... أستغفر الله بلى هارون٣
وقال آخر٤ "من الطويل":
أليس قليلًا نظرةً إن نظرتها ... إليك وكلا ليس منك قليل٥
وقال بعضهم: ما معك من العقل شيء، بلى مقدار ما تجب الحجة به عليك والنار لك.
١ راجع هذا الباب في الصناعتين ص٣٨٦. ٢ البيت من أبيات هجا بها بشار رجلًا هجاه عند الأمير محمد بن سليمان. ٣ تروى الأبيات بروايات مختلفة، وهي في مدح الأمين ولي عهد الرشيد. ٤ هو ليزيد بن الطثرية "راجع: الأمالي ١٩٦/ ١"، وهو شاعر أموي من الشعراء الغزليين. ٥ وشبيه به قول ابن أبي ربيعة: إن ما قلّ منك يكثر عندي ... وكثير ممن تحب القليل
1 / 154