292

البديع في علم العربية

محقق

د. فتحي أحمد علي الدين

الناشر

جامعة أم القرى

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

ويجوز فى كثير من هذه الأمثلة الرّفع على الابتداء، وما بعده خبره، كقوله (١):
أقام وأقوى ذات يوم وخيبة ... لأوّل من يلقى وشرّ ميسّر
والنّصب أكثر وأجود.
القسم الثالث: مصادر لا أفعال لها، نصبت بأفعال مقّدرة لم ينطق بها وهى أنواع.
الأوّل: الدّعاء كقولهم:" دفرا (٢) "، و" بهرا (٣) " و" أفة" (٤)، و" تفّة" (٥) كأنّه قال: بهرك الله، وإن لم يتكلّم به (٦).
الثّانى: أن يكون مضافا، كقولهم: ويحك، ويلك، وويسك، وويبك،

(١) - هو أبو زبيد الطائىّ. انظر: ديوانه ٦١.
والبيت من شواهد سيبويه ١/ ٣١٣.
وانظر أيضا: اللسان (يسر) وابن يعيش ١/ ١١٤، والمساعد ١/ ٤٧٨ والهمع ٣/ ١٠٧.
والشاعر يصف أسدا. أقوى: نفد ما عنده من زاد، يقول: من يلقى هذا الاسد فى تلك الحالة فالخيبة له.
والشاهد فيه: رفع" خيبة" بالابتداء؛ لما فيه من معنى النصب على المصدر المستعمل فى الدعاء، وخبر المبتدأ الجارّ والمجرور" له.
(٢) - الدّفر: النّتن.
(٣) - البهر: الغلبة، ويقال أيضا: بهرا له: تعسا له.
(٤) - الأفّة: وسخ الأذن.
(٥) - التّفة: وسخ الأظفار. وانظر سيبويه ١/ ٣١١.
(٦) - فى ابن يعيش ١/ ١٢٠:" ... وقد قالوا: بهر القمر الكواكب، إذا غطّاها، وفى الهمع ٣/ ١٠٦:" وقال أبو حيّان: حكى ابن الأعرابى وغيره أنه يقال للقوم إذا دعى عليهم: بهرهم الله؛ فيكون منصوبا بفعل مستعمل، لا مهمل".

1 / 131