الباعث الحثيث
محقق
أحمد محمد شاكر
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هجري
مكان النشر
الدمام
تصانيف
علوم الحديث
وليس الكلام في جرح الرجال على وجه النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين: بغيبة، بل يُثاب متعاطي ذلك إذا قصد به ذلك (١).
وقد قيل ليحيى بن سعيد القطَّان: (أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خُصماءك يوم القيامة؟ قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون رسول الله ﷺ خصمي يومئذ) (٢) «١».
وقد سمع أبو تراب النخشبي أحمد بن حنبل وهو يتكلم في بعض الرواة، فقال له: أتغتاب العلماء؟ ! فقال له: ويحك! هذا نصيحة، ليس هذا غيبة (٣).
ويقال: إن أول من تصدى للكلام في الرواة شعبة بن الحجاج، وتبعه يحيى بن سعيد القطان، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعمرو بن على الفلاَّس، وغيرهم.
وقد تكلم في ذلك مالك، وهشام بن عروة، وجماعة من السلف الصالح.
______ [شرح أحمد شاكر ﵀] ______
«١» [شاكر] زيادة عن ابن الصلاح (ص: ٢٩٠). [شاكر]
(١) وأسند الخطيب في كفايته [١/ ١٧٦ - ١٧٧] قال: "كان شعبة يأتي عمران بن حُدير يقول: «يا عمران، تعال حتى نغتاب ساعة في الله ﷿» يذكرون مساوئ أصحاب الحديث".
ولحكم الجرح والتعديل وجوازه وكونه ليس بغيبة ينظر: "الكفاية" ١/ ١٤٩ - ١٧٩، و"شرح علل الترمذي" ١/ ٣٤٨، و"دراسات في الجرح والتعديل" ص: ٥٧ - ٦٣، و"تحرير علوم الحديث" ١/ ١٩١ - ٢٠٢
(٢) مطموس في "ح"
(٣) "الكفاية" ١/ ١٧٨
1 / 466