الباعث على إنكار البدع والحوادث

أبو شامة ت. 665 هجري
59

الباعث على إنكار البدع والحوادث

محقق

عثمان أحمد عنبر

الناشر

دار الهدى

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٨ - ١٩٧٨

مكان النشر

القاهرة

جُمُعَة مُخْتَصَّة بذلك والتزام تكْرَار السورتين فِيهَا والسجدتين بعد والاجتماع ٨ لَهَا والاعتناء بهَا اعتناء مَا سنه الشَّارِع لِئَلَّا يُفْضِي ذَلِك الى نسبه للكذب والوضع على رَسُول الله ﷺ على مَا سبق بَيَانه وَلَو يجْتَنب ذَلِك كُله لم يبْق إِلَّا أَن يُصَلِّي الشَّخْص فِي بَيته رَكْعَات بَين العشائين غير مُخَصص لَيْلَة الْجُمُعَة بذلك وَذَلِكَ مُسْتَحبّ مثاب عَلَيْهِ وَلَكِن لَيْسَ هَذَا الَّذِي كثرت الرغائب بِهِ وَجرى فِيهِ الْمُخَالف والتعصب إِنَّمَا مُرَاده الْعَوام واعتقادهم فِي الِاجْتِمَاع وفعلها وعَلى هَذِه الصُّورَة الْمَخْصُوصَة وَلَقَد رَأَيْت من الْعَوام من قرع بعض أَئِمَّة الْمَسَاجِد وعابه بِأَنَّهُ لم يحسن يُصليهَا فساءلته عَن ذَلِك فَذكر أَنه صلى بهم صَلَاة الرغائب وَلم يدر كَيفَ يسْجد السَّجْدَتَيْنِ بعْدهَا وَرَأَيْت الْعَاميّ يُعلمهُ إِيَّاهَا مُتَعَجِّبا من كَونه إِمَام مَسْجِد وَهُوَ غير خَبِير بهَا وَذَلِكَ الإِمَام فِي يَده كالأسير لَا يُمكنهُ أَن يَقُول هِيَ بِدعَة مُنكرَة وَلَا أَنَّهَا غير سنة وَكم من إِمَام قَالَ لي أَنه لَا يُصليهَا إِلَّا حفظا لقلوب الْعَوام عَلَيْهَا وتمسكا بمسجده خوفًا من انْتِزَاعه مِنْهُ وَفِي هَذَا دُخُول مِنْهُم فِي الصَّلَاة بِغَيْر نِيَّة صَحِيحَة وانتهاز الْوُقُوف بَين يَدي الله تَعَالَى وَلَو لم يكن فِي هَذِه الْبِدْعَة سوى هَذَا لكفى وكل من آمن بِهَذِهِ الصَّلَاة أَو حسنها فَهُوَ متسبب فِي ذَلِك مغر للعوام بِمَا اعتقدوه مِنْهَا كاذبين على الشَّرْع بِسَبَبِهَا وَلَو تصبروا وَعرفُوا هَذِه سنة بعد سنة لأقلعوا عَن ذَلِك وتركوه وألغوه لَكِن تَزُول رياسة محبي الْبدع ومحييها وَالله الْمُوفق وَقد كَانَ الرؤساء من أهل الْكتاب يمنعهُم من الْإِسْلَام خوف زَوَال رياستهم وَفِيهِمْ نزل ﴿فويل للَّذين يَكْتُبُونَ الْكتاب بِأَيْدِيهِم ثمَّ يَقُولُونَ هَذَا من عِنْد الله ليشتروا بِهِ ثمنا قَلِيلا فويل لَهُم مِمَّا كتبت أَيْديهم وويل لَهُم مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ وَحكى الشَّيْخ التقي فِي كتاب الْمَنَاسِك لَهُ عَن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد قَالَ رَأَيْت نَاسا إِذا فرغوا من السَّعْي على الْمَرْوَة فَرُبمَا صلوا رَكْعَتَيْنِ على متسع المروه وَذَلِكَ حسن وَزِيَادَة طَاعَة وَلَكِن لم يثبت ذَلِك عَن رَسُول الله ﷺ

1 / 67