ومن أوائل أفعالهم حلف الفضول
اخبرنا أبو أحمد قال: اخبرنا ابو عمر القاضى قال: حدثنا عبد الله ابن شبيب عن ابى بكر بن ابى شيبة عن عبد الله بن عروة عن حكيم ابن حزام، واخبرناه عن الطوس عن الزبير بن بكار عن رجل عن محمد بن حسن عن محمد بن فضالة عن هشام بن عروة عن عائشة، وأخبرناه عن ابى بكر بن دريد عن ابى حاتم عن أبى عبيدة، يزيد بعضهم على بعض، فجعلت أحاديثهم حديثا واحدا، ان رجلا من بنى زبيد من مذحج قدم مكة بسلعة فباعها من العاص بن وائل، وكان شريفا فظلمه ثمنها، وأبت الأحلاف- عبد الدار ومخزوم وجمع- ان يعينوه عليه، فأوفى الزبيدى على أبى قبيس «١» عند طلوع الشمس، وقريش حول الكعبة، فصاح بأعلى صوته:
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكّة نائى الدار والنفر
ومحرم شعث لم يقض عمرته ... يا للرّجال وبين الحجر والحجر
هل محفر من سهم لخفرتهم ... فعادل أم ضلال مال معتمر
إنّ الحرام لمن تمّت حرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
فقال الزبير بن عبد المطلب: ما لهذا مترك، فاجتمعت زهرة وتيم وأسد فى دار عبد الله بن جدعان، وصنع لهم طعاما، فتحالفوا ليكونن يدا على الظالم للمظلوم حتى يردوا حقه اليه، وعلى التأسى فى المعاش، فقالت قريش قد دخل هؤلاء فى فضل من الامر، ثم أتوا العاص بن وائل، فانتزعوا سلعة
1 / 58