آثار ابن باديس
محقق
عمار طالبي
الناشر
دار ومكتبة الشركة الجزائرية
رقم الإصدار
الأولى عام ١٣٨٨ هـ
سنة النشر
١٩٦٨ ميلادية
تصانيف
والقبيح تنفر منه. وفي قوله تعالى: ﴿عِنْدَ رَبِّكَ﴾ غاية الترغيب في الحسن والتنفير من القبيح فإن الحسن جد الحسن ما كان حسنًا عند الله تعالى، والقبيح جد القبيح ما كان قبيحًا عنده، وفي اسم الرب تنبيه على أن العلم بالحسن والقبيح على وجه التفصيل والتدقيق حتى يكون المأمور به حسنًا قطعًا والمنهي عنه قبيحًا قطعًا إنما هو له تعالى، وأن أوامره ونواهيه- تعالى- الجارية على مقتضى ذلك هي من مقتضى ربوبيته- تعالى- وتدبيره لخلقه.
مكانة هذه الأصول علمًا وعملًا:
﴿ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ﴾
المناسبة:
لما بينت الأصول تمام البيان وقررت غاية التقرير جاءت هذه الآية للتنويه بها لحث العباد على تحصيل ما فيها من علم والتحلي بما دعت إليه من عمل.
المفردات والتراكيب:
الحكمة هي العلم الصحيح والعمل المتقن المبني على ذلك العلم. وقال مالك بن انس ﵁: هي الفقه في دين الله والعمل به. والقرآن حكمة لدلالته على ذلك كله.
ذلك إشارة إلى ما تضمنته الآيات المتقدمة من قوله تعالى: ﴿لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ ومن في (مما) تبعيضية. ومن في (من الحكمة) بيانية، مجرورها بين المبهم وهو ما في قوله (مما) والتقدير ذلك الذي تقدم بعض الحكمة التي أوحاها إليك ربك.
التفسير:
هذا ضرب آخر من تأكيد العمل بما تقدم والترغيب
1 / 279