159

آثار ابن باديس

محقق

عمار طالبي

الناشر

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

رقم الإصدار

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

سنة النشر

١٩٦٨ ميلادية

تصانيف

واستغفره لما كان منا من نقص وتقصير في الوفاء بعهده الحق وشكر فضله الكبير، إنه كان عفوًا غفارًا شكورًا. وأصلي وأسلم على سيدنا محمد أشرف خلقه وأكرم رسله، فرق بالقرآن بين الحق والباطل، وهدى به الضالَّ وعلَّم به الجاهل، وجاهد به- في الله- جهادًا كبيرًا. وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، اقتفوا طريقته، وأحيوا سنته، فوقاهم الله شرَّ ذلك اليوم ولقَّاهم نضرةً وسرورًا. وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرًا. وعلى بقية أمته، وأهل ملته، لبوا دعوته وأموا غايته ناشطًا وحسيرًا. صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم نلقى محمدًا- ﵌ ونسعد بلقائه ونحشر بين الأمم تحت لوائه، ونجزى بمحبته- إن شاء الله تعالى- جزاءًا موفورًا. أما بعد؛ فقد عدنا- والحمد لله تعالى- إلى مجالس التذكير، من دروس التفسير، نقتطف أزهارها، ونجتني ثمارها، بيسر من الله - تعالى- وتيسير. على عادتنا من تفسير الألفاط بأرجح معانيها اللغوية، وحمل التراكيب على أبلغ أساليبها البيانية، وربط الآيات، بوجوه المناسبات، معتمدين في ذلك على صحيح المنقول وسديد المعقول، مما جلاه أئمة السلف المتقدمون أو غاص عليه علماء الخلف المتأخرون- رحمة الله عليهم أجمعين-. وعمدتنا فيما نرجع إليه من كتب الأئمة تفسير ابن جرير الطبري، الذي يمتاز بالتفاسير النقلية السلفية، وبأسلوبه الترسلي البليغ في بيان معنى الآيات القرآنية، وبترجيحاته لأولى الأقوال عنده بالصواب. وتفسير الكشاف الذي يمتاز بذوقه في الأسلوب القرآني وتطبيقه

1 / 162