271

آثار الأول في ترتيب الدول

تصانيف

الباب الخامس

في ولاية المدن والأمصار

ولاية المدينة هى الرتبة الأولى من السياسة العظمى فيجب على والى المدينة أو صاحبها أن يكون فيه من السياسة والحفظ والضبط وحسن التدبير ما هو مذكور في الاداب الملوكية تم يصرف همته إلى التحصين (1) والاشتغال به، وهو الاهم من تعلية الاسوار وحفر الخنادق وسد الثغر، وقطع المواضع المشرفة عليها، وسد المسارب النافذة نحوها، وترتيب الرجال بابراجها والحراس على أسوارها، والطوف بطرقاتها وحفظ أبوابها، وتوكل الثقات بحفظها. وإن كان البلد صغيرا فيقلل أبوابها كيف أمكن ويحفظ دروبها ورباعها ولا يهمل امرها، فان الملك في مدينته أو قلعته كالرجل في منزله، ولا ينبغى أن يترك في المدينة أهل التعصب والاهويه فمنه منشا الفتن .

وكانت ملوك الفرس تمنع من الانتساب إلى القبائل لهذا السبب، وكان أكثر غرضهم تاليف أهل المدينة على نظام مستقيم وهو الاسوس والاصلح،

صفحة ٣٢١