فالمراد به التصرف في الملك، كما ان الظلم التصرف في غير الملك واثره يظهر في ان افعال الباري تعالى واقعة على نهاية الانتظام والاستقامة ؛ فبالعدل قامت السموات والأرض، وبالعدل انتظمت امور العالم واستقامت بقدرة الحكيم القدير.
قال الله تعالى: انزل الكتاب بالحق والميزان)(1) قال اهل التفسير المراد به العدل إذ هو الميزان على الحقيقة، ومن اثرو هذا الميزان الحس الذى يعرف به الرجحان والتساوي.
وقال حكيم اليونان: العدل سية الحق الاظمة للامور. وقال أزدشير: الملك والعدل أخوان توامان، يصلح أن لا يفترقا ولا غناء باحدهما عن الآخر.
وقال عبد الله بن المقفع(2): يحتاج الملك إلى ثلاثة : مال مبذول، وسيف مسلول، وعدل غير معلول. وناهيك من فضيلة العدل أن الجور الذى ضده لا يتم إلا به، فلؤ ان طائفة من اهل الجور والغضب وقطع السبيل اجتمعوا لذلك فلا بد لهم أن يكون بينهم اتفاق على قضية من العدل والانصاف بينهم، فإذا التزموها تم لهم ما يروموه من الجور، فإن اخلوا بذلك النوع بن العدل فسد امرهم.
صفحة ٦٩