بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله عدة للقائه
صفحة ١
ذكر ما تيسر جمعه من مشيخة النساء سماعا وإجازة الشيخة الأولى (1) -[1] أخبرتنا الشيخة الصالحة ست الكتبة نعمة ابنة أبي الحسن علي بن أبي محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطواح، قراءة عليها وأنا أسمع، قالت: أنبا جدي أبو محمد يحيي. ح وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قالا: أنبا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، قال: أنبا الإمام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني الحافظ، قثا أبو القاسم بكر بن الهيثم، قثا أبو بكر محمد بن العلاء الهمداني، قثا أبو معاوية، قثا بريد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يملي ".وقال مرة: " يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ".ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة}.إلى آخر الآية (2) -[2] وبالإسناد إلى الدارقطني، قثا أبو محمد ابن صاعد، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، قالا: قثا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قثا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ".ثم تلا: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة}.أخرجه البخاري عن صدقة بن الفضل، ومسلم عن ابن نمير، والترمذي عن أبي كريب، وابن ماجه عن ابن نمير، وعلي، كلهم عن أبي معاوية به، ورواه الترمذي أيضا عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، كلاهما عن بريد به، فوقع لنا موافقة عالية للترمذي في الطريقين، وبدلا عاليا للباقين من طريق أبي معاوية به، ولله الحمد والمنة ولدت ست الكتبة المذكورة سنة ثمان عشرة وخمس مائة، وماتت بدمشق ليلة الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وست مائة، ودفنت خارج باب الفراديس، رحمها الله وإيانا.
صفحة ٣
الشيخة الثانية (3) -[3] أخبرتنا أم الفضل زينب بنت إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إسماعيل القيسي، بقراءة عمي الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، رحمة الله عليها، وأنا أسمع في شعبان سنة اثنتين وست مائة، قال لها: أخبرك الشيخ أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي، قراءة عليه فأقرت به، قثا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن مهدي الخطيب الحافظ، لفظا في شوال سنة ست وخمسين وأربع مائة، قال: أنبا أبو طاهر العلوي محمد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، بالري، قثا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سهل البزاز، ثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، قثا أبو بكر بن أبي شيبة، قثا محمد بن أبي عبيدة، قثا أبي، عن الأعمش، عن تميم، عن عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة، رضي الله عنها: " تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيةف قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللهق ".قال الخطيب: زوج هذه المرأة هو أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت. قال البخاري في صحيحه في التوحيد: وقال الأعمش: عن تميم، عن عروة، عن عائشة به. رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه به، فوقع لنا موافقة، ولله الحمد والمنة الشيخة الثالثة (4) -[4] أخبرتنا أم أحمد رقية بنت أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، قراءة عليها وأنا أسمع في يوم الثلاثاء خامس شعبان من سنة أربع عشرة وست مائة، قيل لها: أخبرك أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، إجازة فأقرت به، قال: أنبا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، سنة ست وثمانين وأربع مائة، قال: أنبا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان بن حرب بن مهران البزاز، سنة أربع وعشرين وأربع مائة، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قثا موسى بن سهل بن كثير الوشاء، قال: أنبا يزيد بن هارون، قال: أنبا حميد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم انفلت قدمه فقعد في مشربة له درجها من جذوع، فقالوا: آلى من نسائه شهرا، فأتاه أصحابه يعودونه، فحضرت الصلاة فصلى بهم جالسا وهم قيام، فلما حضرت الصلاة الأخرى قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " ائتموا بإمامكم فإن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا، ونزل في تسع وعشرين، فقيل له: يا رسول الله إنما آليت شهرا، فقال: الشهر تسع وعشرون ".رواه البخاري من طرق منها في الصلاة عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن ابن بلال، عن حميد به، فوقع لنا عاليا بدرجتين، ولله الحمد ولدت شيختنا أم أحمد رقية تقديرا سنة ست وثلاثين وخمس مائة بجماعيل من الأرض المقدسة، وتوفيت رحمها الله بجبل قاسيون يوم الاثنين سادس عشر شعبان من سنة إحدى عشر وست مائة ودفنت بسفحه.
صفحة ٥
الشيخة الرابعة (5) -[5] أخبرتنا خالة أبي الشيخة الصالحة الزاهدة العابدة أم محمد رابعة بنت الشيخ الزاهد أبي العباس أحمد بن محمد بن قدامة، قراءة عليها وأنا أسمع، قيل لها: أخبرك الشيخ أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين بن الحسن الكرخي، إجازة، قال: أنبا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أنبا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزار، قال: أنبا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قثا علي بن حرب، قثا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن جيبر بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي أحشر الناس، وأنا العاقب، والعاقب الذي ليس بعده نبي ". صلى الله عليه وسلم البخاري عن إبراهيم بن المنذر، عن معن بن عيسى، عن مالك، عن الزهري به، فوقع لنا عاليا بدرجتين، ولله الحمد والمنة ولدت أم محمد رابعة تقديرا سنة أربع وأربعين وخمس مائة بجماعيل، وماتت ليلة الاثنين سادس عشر ذي القعدة سنة عشرين وست مائة، ودفنت بسفح جبل قاسيون إلى جنب أخيها الإمام موفق الدين رحمهما الله.
صفحة ٦
الشيخة الخامسة (6) -[6] أخبرتنا ست العباد ابنة أبي الحسن علي بن سلامة الدارية، قراءة عليها وأنا أسمع في يوم الخميس عاشر شوال سنة ست عشر وست مائة بمصر، قيل لها: أخبرك الشيخ أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، قال: أنبا القاضي الجليل الفقيه أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الشافعي المعروف بالخلعي، رضي الله عنه، قال: أنبا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد الشاهد، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعرابي، بمكة، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبا أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قثا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".رواه النسائي عن قتيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن سفيان، عن الزهري به، فوقع لنا بدلا عاليا، ولله الحمد والمنة الشيخة السادسة (7) -[7] أخبرتنا الشيخة الصالحة أم أحمد آمنة ابنة الشيخ الإمام الرباني العلامة قدوة المسلمين أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، قراءة عليها وأنا أسمع في شهر شعبان سنة أربع عشرة وأربع مائة، قيل لها: أخبركم أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، إجازة، قال: أنبا أبي ، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، قال: أخبرني أبو يعلى، قثا أبو كريب. ح وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، قراءة عليه، قال: أنبا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري. ح وأخبرتنا ست الكتبة نعمة ابنة أبي الحسن علي بن أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح، قالت: أنبا جدي، قالا: أنبا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون، قال: أنبا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن العلاء، قثا يوسف بن موسى، وأبو عبيدة بن أبي السفر، قالوا: أنبا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت ".أخرجه البخاري ومسلم عن أبي كريب به، فوقع لنا من الطريق الأولى موافقة، ومن الثانية بدلا عاليا، ولله الحمد ولدت شيختنا أم أحمد آمنة سنة خمس وخمسين وخمس مائة بجبل قاسيون، وماتت يوم الخميس سلخ رمضان سنة إحدى وثلاثين وست مائة رحمها الله.
صفحة ٨
الشيخة السابعة (8) -[8] أخبرتنا أم هانئ عفيفة بنت أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الحسين الفارفانية .. .، قالت: أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، قراءة عليها وأنا أسمع، قالت: أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قراءة عليه قال: أنبا الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني، قال: أنبا أبو مسلم، ثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة هو ابن الأكوع، قال: " غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة سبع غزوات كان يؤمره علينا ".أخرجه البخاري عن أبي عاصم به، فوقع لنا موافقة عالية، وهو من أحسن الموافقات لأنه من ثلاثيات البخاري وقع لنا عاليا، ولله الحمد الشيخة الثامنة (9) -[9] أخبرتنا أم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر، إجازة، قالت: أنبا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قراءة عليه، قال: أنبا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي، أنبا محمد بن أحمد بن عيسى، قثا علي بن الحسين، قثا إسحاق بن إبراهيم، أنبا أبو معاوية، قثا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله، قال: انشق القمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى حتى ذهب فرقه في الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اشهدوا ".رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم به فوقع لنا موافقة عالية، ولله الحمد الشيخة التاسعة (10) -[10] أخبرتنا الشيخة عين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثقفي، إجازة، قالت: أنبا أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قثا أحمد بن محمد بن عبيدة الشعراني، قثا أحمد بن حفص، قال: ثنا أبي، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، عن أبي الزبير، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سبح دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ".رواه النسائي في اليوم والليلة عن أحمد بن حفص به، فوقع لنا موافقة عالية الشيخة العاشرة (11) -[11] أخبرتنا الشيخة درة بنت عثمان بن أبي منصور التستري الحلاوي، إجازة، وأبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، قراءة عليه وأنا أسمع، أن أبا القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، أخبرهما قراءة عليه، قال: أنبا أبو طالب محمد بن علي العشاري، قال: أنبا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قثا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد، ببيروت، قراءة علينا، قثا أبي، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: حدثني يونس بن يزيد الأيلي، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني عروة بن الزبير، أنه سمع أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنه، تقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا فذكر الفتنة التي يفتتن بها المرء في قبره، فلما ذكر ذلك ضج الناس ضجة حالت بيني وبين أن أفهم آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سكتوا قال: " لقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم فتنة قريبا من فتنة الدجال ".رواه النسائي عن سليمان بن داود، عن ابن وهب، عن يونس به، فوقع لنا عاليا الشيخة الحادية عشرة (12) -[12] أخبرتنا أم الفخر جمعة بنت الشيخ أبي سعد بن أبي نصر بن أبي سعد بن محمد بن سليم، إجازة، أن أبا القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد الشحامي، أخبرها قراءة عليه، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن جعفر الكنجروذي الأديب، قال: أنبا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان الحيري الضرير، قثا الحسن بن سفيان، قثا أمية بن بسطام، قثا يزيد بن زريع، قثا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: جمدان، فقال: " سيروا هذا جمدان سبق المفردون، قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات، رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: رحم الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: والمقصرين ".أخرجه مسلم في صحيحه عن أمية بن بسطام فوقع لنا موافقة عالية الشيخة الثانية عشرة (13) -[13] أخبرتنا تقية بنت إبراهيم بن سفيان بن منده، إجازة، قالت: أنبا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن الباغبان، قراءة عليه، قال: أنبا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني، قدم علينا أصبهان في رجب سنة أربع وسبعين وأربع مائة، قثا أبو محمد عبد الواحد بن محمد المنيري، قثا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قثا أبو العباس حامد بن شعيب وهو ابن محمد بن شعيب البلخي، قثا الحكم بن موسى، قثا يحيى بن حمزة، قثا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد ابن أخت النمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فضلت على الأنبياء بخمس: أرسلت إلى الناس كافة، وادخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهرا أمامي وشهرا خلفي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي "
صفحة ١٤
الشيخة الثالثة عشرة (14) -[14] أخبرتنا أم ليلى تقية بنت أبي سعيد بن جعفر بن أبي نصر بن عبد الواحد بن محمد المعروف بآموسان الأصبهانية، إجازة، أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، أخبرها قراءة عليها، قال: أنبا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار، قال: أنبا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي العدل، قثا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج الثقفي، قثا قتيبة بن سعيد، قثا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: استفتت أم حبيبة بنت جحش رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فقالت: إني أستحاض، فقال: " إنما ذلك عرق فاغتسلي ثم صلي ".فكانت تغتسل عند كل صلاة. أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، ثلاثتهم عن قتيبة، عن الليث به، فوقع لنا موافقة عالية ولله الحمد الشيخة الرابعة عشرة (15) -[15] أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن السعدي، إجازة أن أبا محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر السعدي، أخبرها قراءة عليه، قال: أنبا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: قراءة عليه، قال: أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، قال: أنبا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، قثا إسحاق الحنظلي، أنبا محمد بن فضيل بن غزوان، قثا المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فلما فرغ أقبل علينا بوجهه فقال: " لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود، فإني أراكم أمامي ومن ورائي، والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا "، قيل: يا رسول الله وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار ".رواه مسلم عن إسحاق به، فوقع لنا موافقة عالية، ولله الحمد الشيخة الخامسة عشرة (16) -[16] أخبرتنا الشيخة أم الرضى حمراء بنت إبراهيم بن شعيب بن منده، إجازة، قالت: أنبا الشيخ أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الباغبان، قراءة عليه لتاريخ سنة ست وخمس مائة، قال: أنبا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، قراءة عليه سنة أربع وسبعين وأربع مائة، قال: أنبا أبو محمد عبد الواحد بن محمد المنيري، قثا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قثا أبو العباس حامد بن شعيب وهو ابن محمد بن شعيب البلخي، قثا الحكم بن موسى، قثا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن وهذه نسختها: " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال، والحارث بن عبد كلال، قيل: ذي رعيل، ومعافر، وهمدان، أما بعد: فقد رفع رسولكم وأعطيتم المغانم بخمس الله، وما كتب على المؤمنين من العشر في العقار ما سقت السماء أو كان سيحا أو كان بعلا ففيه العشر إذا بلغ خمسة أوسق، وفي كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا وعشرين، فإذا زادت على أربع وعشرين ففيها ابنة مخاض، فإن لم توجد ابنة مخاض فابن لبون ذكر إلى أن تبلغ خمسة وثلاثين، فإذا زادت على خمس وثلاثين واحدة ففيها ابنة لبون إلى أن تبلغ خمسا وأربعين، فإن زادت واحدة على خمس وأربعين ففيها حقة طروقة الجمل إلى أن تبلغ ستين، فإذا زادت واحدة على ستين ففيها جذعة إلى أن تبلغ عشرين ومائة، فما زاد ففي الأربعين ابنة لبون، وفي كل خمسين حقة طروقة الجمل، وفي كل ثلاثين باقورة تبيع جذع أو جذعة، وفي كل أربعين باقورة بقرة، وفي كل أربعين شاة سائمة شاة إلى أن تبلغ عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة ففيها شاتان إلى أن تبلغ مائتين، فإذا زادت واحدة فثلاثة إلى أن تبلغ ثلاث مائة، فما زاد ففي كل مائة شاة شاة، ولا يوجد في الصدقة هرمة ولا عجفاء ولا ذات عوار ولا تيس الغنم، ولا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع خيفة الصدقة، وما أخذ من الخليطين فإنهما يتراجعان بالسوية، وفي كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم، فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم، وليس فيما دون خمس أواق شيء، وفي كل أربعين دينارا دينار، والصدقة لا تحل لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا لأهل بيته إنما هي الزكاة تزكوا بها أنفسكم، ولفقراء المؤمنين، وفي سبيل الله، وليس في رقيق، ولا مزرعة، ولا عمالة شيء إذا كانت تؤدى صدقتها من العشر، وإنه ليس في عبد مسلم، ولا في فرسه شيء ".قال يحيى: أفضل، وكان في الكتاب: " وإن أكبر الكبائر عند الله عز وجل إشراك بالله عز وجل وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإن العمرة الحج الأصغر، ولا يمس القرآن إلا طاهر، ولا طلاق قبل إملاك، ولا عتاق حتى يبتاع، ولا يصلين أحدكم في ثوب واحد ليس في منكبيه منه شيء، ولا يحتبي في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء، وليس بين فرجه وبين السماء شيء، ولا يصلين أحد منكم عاقصا شعره ".وكان في كتابه " إن من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنها قود إلا أن يرضى أولياء المقتول، وإن في النفس المؤمنة مائة من الإبل، وفي الأنف إذا أوعب جدعه الدية، وفي اللسان الدية، أو الشفتين الدية، وفي الرجل الواحدة نصف الدية، وفي المأمومة ثلث الدية، وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل، وفي السن خمس من الإبل، وفي الموضحة خمس من الإبل، والرجل يقتل بالمرأة، وعلى أهل الذهب ألف دينار ".أخرجه أبو داود في المراسيل من طرق كثيرة، ومن جملتها رواه عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، فذكره بطوله، ورواه النسائي في الديات من طرق أيضا، منها عن عمرو بن منصور، عن الحكم بن موسى، عن يحيى بإسناده، فوقع لنا موافقة لأبي داود، وبدلا عاليا للنسائي، ولله الحمد والمنة الشيخة السادسة عشرة (17) -[17] أخبرتنا الشيخة الصالحة عزيزة بنت أبي الحسن علي بن يحيى بن علي بن الطراح، إجازة، وأختها ست الكتبة نعمة، قراءة عليها وأنا أسمع، أن جدهما، أنا محمد بن يحيى بن علي بن الطراح، أخبرهما قراءة عليه، وأخبرنا أبو حفص بن أبي بكر السلامي، قراءة عليه، قال: أنا أبو بكر بن أبي طاهر الفرضي، قالا: أنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن الفضل بن المأمون، قال: أنبا الشيخ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: أنبا أحمد بن علي بن العلاء، ثنا يوسف بن موسى، قثا وكيع بن الجراح، وأبو أسامة، واللفظ لوكيع، قالا: نا بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل، وربما قال: إذا دعاه السائل أو صاحب الحاجة قال: " اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء ".أخرجه البخاري عن أبي كريب، عن أبي أسامة به، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن مسهر، وحفص بن غياث، عن بريد به، فوقع لنا بدلا عاليا للبخاري، وعاليا لمسلم، ولله الحمد والمنة الشيخة السابعة عشرة (18) -[18] أخبرتنا أسماء بنت إبراهيم بن سفيان، إجازة، قالت: أنبا الشريف أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الباغبان ، قراءة عليه، قيل: أخبركم الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني، قثا أبو عمر عبد الواحد من محمد المنيري، قثا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قثا أبو العباس حامد بن شعيب وهو ابن محمد بن شعيب البلخي، قثا الحكم بن موسى أبو صالح، قثا يحيى بن أبي حمزة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن ابن أبي معقل الأسدي، أن أم معقل، رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله إن بعيري أعجف وأنا أريد الحج فما ترى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان حجة ". رواه الترمذي في الحج، عن نصر بن علي، عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن أبي معقل، عن أم معقل به، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجه فيه، عن جبارة بن المغلس، عن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن يزيد، عن أبي معقل، عن أم معقل به، فوقع لنا عاليا لهما، ولله الحمد الشيخة الثامنة عشرة (19) -[19] أخبرتنا أم الضياء قمر ستي بنت أبي الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن الحسن أبادي، إجازة، أن أبا القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف المستملي الشحامي النيسابوري، أخبرها قراءة عليه وهي حاضرة في سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكنجروذي الأديب، في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة، قال: أنبا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان الحيري الضرير، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه المديني، قثا محمد بن يحيى بن أبي عمر، قثا أبي، ومعن، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم: " نهى عن لحم الحمر الإنسية ".أخرجه مسلم في الذبائح عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن أبيه به، فوقع لنا موافقة عالية الشيخة التاسعة عشرة (20) -[20] أخبرتنا أم الحسن فاطمة بنت الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد، إجازة، قالت: أنبا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قراءة عليه، قال: أنبا الإمام شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن أبي منصور الأنصاري، قال: أنبا أبو سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم المؤدب، قال: أنبا أبو علي الرفاء، قثا أبو العباس الفضل بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن سليمان الأنطاكي، بمكة، قثا أحمد بن أبي الحواري، قثا حفص بن غياث، عن مسعر، وعن العوام بن حوشب، عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله عليه وسلم: " إذا مرض العبد أو سافر قال الله عز وجل للملائكة: اكتبوا لعبدي من الأجر مثل ما كان يعمل وهو صحيح مقيم ".أخرجه البخاري في صحيحه عن مطر بن الفضل، عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم السكسكي به، فوقع لنا عاليا، ولله الحمد الشيخة العشرون (21) -[21] أخبرتنا فاختة بنت الحافظ أبي العلاء الهمذاني، إجازة، أن أبا الحسن محمد بن أحمد بن عمر المعروف بالباغبان، أخبرها قراءة عليه، قال: أنبا الشيخ أبو الحسن سهل بن عبد الله بن علي الغازي، رحمه الله، قال: أنبا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، قال: أنبا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني، قثا جعفر بن منير المدائني، بالري، قثا شبابة، قثا شعبة، عن حميد، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: قال لي عمران بن حصين: ألا أحدثك بحديث عسى الله عز وجل أن ينفعك به: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عنه، ولم ينزل كتاب فحرمه حتى توفي صلى الله عليه وسلم وإنه كان يسلم علي حتى اكتويت، فلما اكتويت رفع ذاك عني، فلما تركت ذلك عاد إلي، يعني تسليم الملائكة ".رواه النسائي في الحج، عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة بنحوه، فوقع لنا عاليا الشيخة الحادية والعشرون (22) -[22] أخبرتنا عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل العطار، إجازة، قالت: أنبا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قراءة، قالت: أنبا شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن أبي منصور الأنصاري، قثا أبو منصور محمد بن جبريل الفقيه، إملاء، قال: أنبا أبو بكر محمد بن حيويه بن المؤمل الكرخي، بهمذان، قثا الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني، قثا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".هكذا وقع من هذه الرواية مرسلا ورواة هذا الحديث كلهم ثقات (23) -[23] وبه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، بنيسابور قال: أنبا حامد بن محمد الرفاء، قثا علي بن إشكاب، قثا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد، قثا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تدخلوا الحمام إلا بمئزر ولا الماء إلا بمئزر ".رواه النسائي في الطهارة عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن عطاء، عن أبي الزبير، عن جابر، ولفظه: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ".فوقع لنا عاليا بدرجتين الشيخة الثانية والعشرون (24) -[24] أخبرتنا الشيخة عائشة بنت الحافظ معمر بن عبد الواحد بن الفاخر، إجازة، وأبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي، قراءة عليه وأنا أسمع، قالا: أنبا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قراءة عليه، قال: أنبا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قال: أنبا إبراهيم بن خزيم الشاشي، قثا أبو محمد عبد بن حميد بن نصر الكشي، قال: أنبا يزيد بن هارون، أنبا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أن عبد الرحمن بن عوف هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآخى بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد: يا عبد الرحمن إني من أكثر الأنصار مالا، وإني مقاسمك مالي، ولي امرأتان وأنا مطلق أحدهما فإن انقضت عدتها فتزوجها، فقال له عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق، فدله فلم يرجع يومئذ حتى أصاب شيئا من سمن وإقط ربحه، فمكث أياما ثم مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فرأى عليه وضر صفرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " مهيم؟ " قال: تزوجت يا رسول الله، قال: من؟ قال: امرأة من الأنصار قال: ما أصدقت؟ قال: نواة أو وزن نواة من ذهب، قال: أولم ولو بشاة ".رواه البخاري ومسلم من طرق، ورواه النسائي مختصرا من طرق منها عن أحمد بن يحيى بن الوزير، عن سعيد بن كثير بن عفير، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بنحو منهم، فباعتبار العدد من رواية النسائي كأني سمعته من الكسار، وبيني وبين النسائي راو واحد، ولله الحمد والمنة الشيخة الثالثة والعشرون (25) -[25] أخبرتنا ست الحجرة بنت أبي غالب محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن السكن، إجازة، قالت: أنبا والدي أبو غالب محمد، قراءة عليه، قال: أنبا أبو الحسن بن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري، قراءة عليه، أنبا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين بن الإستراباذي، وبه أنبا أبو نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي، إملاء، قثا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ببغداد، قثا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن الوليد بن أبي هشام، عن الحسن البصري، عن أبي موسى الأشعري، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لن تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على ما تحابون عليه؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: أفشوا السلام بينكم، والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم قال: ليس رحمة أحدكم خاصة ولكن رحمة العامة ".مرتين. رواه النسائي في القضاء، عن محمد بن عبد الله بن الحكم، عن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن ابن الهاد، عن هشام، عن الحسن به، فوقع لنا عاليا الشيخة الرابعة والعشرون (26) -[26] أخبرتنا أم الفضل لبابة بنت المبارك بن هبة الله بن بكري، إجازة، قالت: أنبا أبو البقاء هبة الله بن القاسم بن البندار، قراءة عليه، قال: أنبا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، في يوم الجمعة ثاني رجب من سنة ثمان وسبعين وأربع مائة بجامع المنصور، قال: أنبا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، قال: أنبا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قثا علي بن حرب، قثا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حميد، عن أبي سعيد الخدري، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في المسجد فحكها، ونهى أن يبزق الرجل بين يديه أو عن يمينه قال: " ليبزق عن شماله أو تحت قدمه اليسرى ".رواه البخاري من طرق منها عن علي هو ابن المديني، ومسلم من طرق منها عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر، والناقد، والنسائي، عن قتيبة بن سعيد، كلهم عن سفيان بن عيينة، عن حميد به، فوقع لنا بدلا عاليا الشيخة الخامسة والعشرون (27) -[27] أخبرتنا الشيخة أم الحسن فاطمة بنت أبي الفائز عبد الله بن أحمد بن الطوير، إجازة، وأبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، قراءة عليه وأنا أسمع، في شعبان سنة ثلاث وست مائة، قالا: قثا أبو سعد أحمد بن محمد بن علي بن محمود الزوزني، قراءة عليه، ابن طبرزد، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي، قالا: أنبا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، إملاء، قال: أنبا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان الحريري، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبا عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قثا أبو محمد سويد بن سعيد، قثا عبد العزيز بن حصين، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: " قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي إذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين {2} الرحمن الرحيم {3} مالك يوم الدين {4} إياك نعبد وإياك نستعين {5} ق قال: هذه لي ولعبدي ما سأل، وإذا قال: ف اهدنا الصراط المستقيم {6} صراط الذين أنعمت عليهم} قال: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل ". {المغضوب عليهم} اليهود، و{الضالين} النصارى. رواه ابن ماجه في ثواب القرآن، عن أبي مروان محمد بن عثمان العثماني، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن الضحاك بنحو منه، أو بمعناه، فوقع لنا عاليا (28) -[28] أخبرنا أبو حفص عمر بن معمر بن طبرزد المؤدب، إجازة، قال: أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الأنصاري، قال: كنت مجاورا بمكة حرسها الله فأصابني يوما من الأيام جوع شديد لم أجد شيئا أدفع به عني الجوع، فوجدت كيسا من أبريسم مشدودا بشرابة إبريسم أيضا فأخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدت فيه عقدا من لؤلؤ لم أر مثله، فإذا شيخ ينادي عليه ومعه خرقة فيها خمس مائة دينار وهو يقول: هذا لمن يرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج وأنا جائع فآخذ هذا الذهب وأنتفع به وأرد عليه الكيس، فقلت له: تعال إلي، فأخذته وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ، وعدده، والخيط الذي هو مشدود به، فأخرجته ودفعته إليه، فسلم إلي خمس مائة دينار فما أخذتها، وقلت: يجب علي أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء، فقال لي: لا بد أن تأخذ وألح علي كثيرا فلم أقبل منه فتركني ومضى، وأما ما كان مني، فإني خرجت من مكة وركبت البحر، فانكسر المركب، وغرق الناس، وهلكت أموالهم، وسلمت أنا على قطعة من المركب، فبقيت مدة في البحر لا أدري أين أذهب؟ فوصلت إلى جزيرة فيها قوم، فقعدت في بعض المساجد فسمعوني أقرأ فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إلي وقال: علمني القرآن، فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال، ثم إني رأيت في ذلك المسجد أوراقا من مصحف فأخذتها أقرأ فيها، فقالوا: تحسن تكتب؟ فقلت: نعم، فقالوا: علمنا الخط، فجابوا أولادهم من الصبيان والشباب فكنت أعلمهم فحصل لي أيضا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبية يتيمة ولها شيء من الدنيا نريد أن تتزوج بها فامتنعت فألزموني وقالوا: لا بد، فأجبتهم إلى ذلك، فلما زفوها إلي مددت عيني أنظر إليها فوجدت ذلك العقد بعينه معلقا في عنقها فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه، فقالوا: يا شيخ كسرت قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد ولم تنظر إليها، فقصصت عليهم قصة العقد فصاحوا وصرخوا بالتهليل والتكبير حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلت: ما بكم؟ قالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدت في الدنيا مسلما إلا هذا الذي رد علي هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصل، واستجاب الله دعوة أبيها، فبقيت معها مدة، ورزقت منها ولدان، ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولدي، ثم مات الولدان فحصل العقد لي، فبعته بمائة ألف دينار، وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال، وأنشد عقيب هذه الحكاية لغيره:
إني لأعلم والأقدار جارية ... إن الذي هو رزقي سوف يأتيني
صفحة ٢٩
أسعى له فيعنيني تطلبه ... ولو قعدت أتاني لا يعنيني (29) -[29] أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن المندائي، إجازة، قال: أنبا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي، في يوم الخميس خامس جمادى الآخرة من سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة، قال: أنبا أبو علي علي بن أحمد بن علي التستري، بالبصرة، في مسجده بدرب الشحامين، قال: أنبا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن الأثرم، قثا أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة النميري، قثا جعفر بن الفزر العابد، بمهروبان، قال: كنت عند سفيان بن عيينة، فالتفت إلى شيخ فقال: حدث القوم بحديث الحية، فقال: حدثني عبد الجبار، أن حمير بن عبد الله، خرج إلى متصيده فمثلت بين يديه حية وقالت، أجرني أجارك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال: ومم أجيرك؟ قالت، من عدو قد رهقني يريد أن يقطعني إربا إربا، قال: وممن أنت؟ قالت: من أهل لا إله إلا الله، قال: وأين أخبئك؟ قالت: في جوفك إن كنت تريد المعروف، قال: ففتح فاه، وقال: هاك، فدخلت جوفه، فإذا رجل معه صمصامة فقال: يا حمير أين الحية؟ قال: ما أرى شيئا، قال: سبحان الله، قال: نعم سبحان الله ما أرى شيئا، فذهب الرجل فأطلعت الحية رأسها، وقالت: يا حمير أتحس الرجل؟ قال: قد ذهب، قالت: فاختر مني أحد خصلتين أن أنكتك نكتة فأقتلك، أو أفرث كبدك فتلقيه من أسفل قطعا، قال: وما كافيتني؟ قال: فحينئذ تصنع المعروف عند من لا يعرفه، وقد عرفت عدواة ما بيني وبين أبيك قديما، وليس معي مال فأعطيك، ولا دابة فأحملك، قال: فأمهليني إلى سفح هذا الجبل فأمهد لنفسي، فبينا هو يمشي إذا فتى حسن الوجه طيب الريح حسن البيان، فقال له: يا شيخ ما لي أراك مستسلما للموت آيسا من الحياة؟ قال: من عدو في جوفي يريد هلاكي، قال: فاستخرج شيئا من كمه فدفعه إليه، وقال: كلها، ففعل فأصاب مغصا شديدا، ثم ناوله أخرى فأكلها فرمى بالحية من أسفله قطعا، فقال: من أنت رحمك الله فما من أحد أعظم علي منة منك؟ قال: أنا المعروف إن أهل السماء لما رأوا غدر الحية بك اضطربوا كل يسأل ربه أن يغيثك، فقال الله تعالى لي: يا معروف أدرك عبدي فإياي أراد بما صنع (30) -[30] أخبرنا إسماعيل بن عثمان القارئ، إجازة، قال: أنبا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم، قراءة عليه، قال: أنبا جدي الإمام عبد الكريم بن هوازن، قراءة عليه، قال: أنبا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، ببغداد، قثا أبو عمرو عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك، قثا محمد بن عبدويه الحصري، قثا بشر بن عبد الملك، قثا موسى بن الحجاج، قال: قال مالك بن دينار: قثا الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة، ومن المدينة إلى بلاد الشام، ولا يصحب القوافل توكلا منه على الله، قال: بينما هو جاء من الشام يريد المدينة إذ عرض له لص على فرس، فصاح بالتاجر: قف، قال: فوقف له التاجر، وقال له: شأنك بمالي وخل سبيلي، قال: فقال له اللص: المال مالي وإنما أريد نفسك، فقال التاجر: ما ترجو بنفسي شأنك والمال وخل سبيلي؟ قال: فرد عليه اللص مثل المقالة الأولى، فقال له التاجر: أنظرني حتى أتوضأ وأصلي وأدعو ربي G قال: افعل ما بدا لك، قال: فقام التاجر وتوضأ وصلى أربع ركعات، ثم رفع يده إلى السماء، فكان من دعائه أن قال: اللهم يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات، فلما فرغ من دعائه إذا بفارس على فرس أشهب عليه ثياب خضر، وبيده حربة من نور، فلما نظر اللص إلى الفارس ترك التاجر ومر نحو الفارس، فلما دنا منه شد الفارس على اللص وطعنه طعنة أرداه عن فرسه، ثم جاء إلى التاجر فقال له : قم فاقتله، فقال له التاجر: من أنت؟ فما قتلت أحدا قط ولا تطيب نفسي بقتله، قال: فرجع الفارس إلى اللص وقتله، ثم جاء إلى التاجر وقال: اعلم أني ملك من السماء الثالثة، حين دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة، فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية ففتحت أبواب السماء ولها شرر كشرر النار، ثم دعوت الثالثة فهبط جبريل علينا من قبل السماء وهو ينادي: من لهذا المكروب؟ فدعوت ربي أن يولني قتله، واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك هذا في كل كربة، وكل شدة، وكل نازلة فرج الله عنه وأعانه، قال: وجاء التاجر سالما غانما حتى دخل المدينة، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره القصة، وأخبره بالدعاء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب وإذا سئل بها أعطى "
صفحة ٣١
(31) -[31] وبالإسناد إلى عبد الكريم بن هوازن، قال: وحكي عن محمد بن خزيمة، أنه قال: لما مات أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، كنت بالإسكندرية، فاغتممت فرأيت في المنام أحمد بن حنبل وهو يتبختر، فقلت: يا عبد الله أي مشية هذه؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، وتوجني، وألبسني نعلين من ذهب، وقال: " يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي، ثم قال: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري وكنت تدعو بها في دار الدنيا فقلت: يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء، اغفر لي كل شيء، ولا تسألني عن شيء، فقال: يا أحمد هذه الجنة فادخلها. فدخلتها (32) -[32] أخبرنا الإمام العالم شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح المقدسي، رحمه الله، قراءة عليه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، قال: أنبا الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلاف، ببغداد، قال: أنبا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ، قثا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحجاج الموصلي، بالموصل، قثا محمد بن معدان، قثا أبو عمر النحوي، عن الفضل بن الربيع، قال: بينا أنا ذات ليلة في منزلي بمكة، إذ أتاني رجل فدق بابي فخرجت فإذا أنا بهارون، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي حتى آتيك، قال: ويحك يا عباسي إنه قد حاك في صدري أشياء فهل تعرف لي أحدا من العلماء؟ فقلت: نعم، سفيان بن عيينة، قال: وهو شاهد؟ قلت: نعم، فانطلقنا إليه فدققت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي حتى آتيك، قال: خذ لما جئناك له، فحدثه ساعة، ثم قال له: يابن عيينة أعليك دين؟ قال: نعم، قال: يا عباسي اقض دينه فخرجنا من عنده، فقال لي: يا عباسي ما أغنى عني صاحبك شيئا فهل تعرف لي غيره؟ قلت: نعم عبد الرزاق الصنعاني، قال: وهو شاهد؟ قلت: نعم، فآتينا عبد الرزاق الصنعاني فدققت الباب، فقال لي: من هذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال مثل ما قال سفيان، فقال: خذ لما جئناك له فحدثه ساعة، فقال: يا عبد الرزاق أعليك دين؟ قال: نعم، قال: يا عباسي اقض دينه، قال: فخرجنا، قال: يا عباسي ما أغنى عني صاحباك شيئا فهل تعرف غيرهما؟ قلت: نعم هاهنا فضيل بن عياض، قال: وشاهد هو؟ قلت: نعم، قال: فآتينا فضيلا فإذا هو في غرفة له قائم يصلي يتلو آية من القرآن فجعل يرددها، فجعل هارون يستمع ويبكي، وكان هارون رجلا رقيقا، قال: فدققت عليه، فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، قال: مالي ولأمير المؤمنين. قلت: رحمك الله أوما عليك طاعة؟ قال: أوليس قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس للمؤمن أن يذل نفسه "؟ فنزل ففتح الباب، ثم طلع الغرفة فأطفأ السراج، ثم التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة، قال: فجعلت أجول أنا وهارون في البيت بأيدينا فسبقت كف هارون كفي إليه، فسمتعه وهو يقول: أوه من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله تعالى، قال: فعلمت أنه سيكلمه بكلام نقي من قلب تقي، قال: خذ لما جئناك له، فقال: يا أمير المؤمنين لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة دعا سالم بن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، ومحمد بن كعب القرظي، ورجاء بن حيوة الكندي، فقال: ويحكم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي، فأعد الخلافة بلية، وعددتها نعمة أنت وأصحابك، فقال سالم بن عبد الله: يا أمير المؤمنين إذا أردت النجاة غدا من عذاب الله G فصم الدنيا وليكن إفطارك منها الموت، وقال له محمد بن كعب القرظي: يا أمير المؤمنين إذا أردت النجاة غدا من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا، وأوسطهم عندك أخا، وأصغرهم عندك ولدا، فأكرم أباك، ووقر أخاك، وتحنن على ولدك، وقال له رجاء بن حيوة: إذا أردت النجاة غدا من عذاب الله G فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت، وإني لأقول لك هذا وإني لأخاف عليك أشد الخوف من يوم تزل فيه الأقدام، فهل معك مثل هذا رحمك الله، أو من يأمرك بمثل هذا، فبكى هارون حتى غشي عليه، فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين رحمك الله، قال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟ قال: فأفاق هارون ثم استوى جالسا، فقال: زدني، فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن واليا لعمر بن عبد العزيز شكي إليه، فكتب إليه: يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد، فإن أجلك يطردك إلى الموت نائما ويقظانا، وإياك أن ينصرف بك من عند الله G فيكون آخر العهد ومنقطع الرجاء، فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر فقال: ما أقدمك؟ قال: قد خلعت قلبي بكتابك ولا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله G فبكى هارون حتى غشي عليه، ثم استوى جالسا فقال: زدني يرحمك الله، فقال: إن أباك عم المصطفى صلى الله عليه وسلم سأل المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: أمرني، فقال: " يا عباس يا عم رسول صلى الله عليه وسلم نفس تحييها خير من إمارة لا تحصيها فإن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة ".قال: زدني، قال: يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه الحسن من النار فافعل، ولا تصبح وتمسي وفي قلبك لأحد من أهل ولايتك غش، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ولي أمة من المسلمين فأصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة ".قال: رحمك الله هل عليك دين؟ قال: نعم دين لربي تبارك وتعالى لم يحاسبني بعد، فويل لي إن ناقشني، وويل لي إن سألني، وويل لي إن وافقني، وويل لي إن لم ألهم حجتي قال: أعينك من دين العباد؟ قال: لا لأن عندي خيرا كثيرا لا أحتاج معه إلى ما في أيدي الناس، قال أبو عمر: كأنه يعني القرآن واليقين والدعاء، قال: فهذه ألف دينار خذها تستعين بها على عيالك وزمانك وتوسع بها عليهم، قال: إن ربي G لم يأمرني بهذا أمرني أن أطيع أمره وأصدق وعده وقد قال تبارك وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون {56} ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون {57} إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين {58}} فراجعه، فقال: يا هذا أنا أصف لك طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا، ثم صمت فلم يرد علينا شيئا حتى خرجنا من عنده، فقال هارون: يا عباسي إذا دللتني فدلني على مثله هذا سيد المسلمين (33) -[33] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد بن نصر الخباز، إجازة، قال: أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصوفي، قراءة عليه، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه، قراءة عليه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قثا محمد بن أحمد بن البراء، قثا عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه ، عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، في قول الله عز وجل: {إذا جاء نصر الله والفتح {1} ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا {2} فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا {3}}.قال: لما أنزلت قال محمد صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل نفسي قد نعيت، قال جبريل عليه السلام: {وللآخرة خير لك من الأولى {4} ولسوف يعطيك ربك فترضى {5}}، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب، وبكت منها العيون، ثم قال: " أيها الناس أي نبي كنت لكم؟ " قالوا: جزاك الله من نبي خيرا فلقد كنت كالأب الرحيم، والأخ الناصح الشفيق، أديت رسالات الله عز وجل وأبلغتنا وحيه، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته، فقال لهم: " معاشر المسلمين أناشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له في قبلي مظلمة فليقتص مني قبل القصاص في القيامة "، فقام ... من بين المسلمين شيخ كبير يقال له: عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فداك أبي وأمي لولا أنك ناشدتنا مرة بعد مرة ما كنت بالذي أتقدم على شيء من هذا، وإني كنت معك في غزاة فلما فتح الله علينا، ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم وكنا في الانصراف حادت ناقتي ناقتك، فنزلت عن الناقة فدنوت منك لأقبل فخذك، فرفعت القضيب وضربت خاصرتي، ولا أدري أكان عمدا منك أم أردت بذلك ضرب الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وأتني بالقضيب الممشوق "، فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي القصاص من نفسه ، فقرع الباب على فاطمة رضي الله عنها، فقال: يا بنت رسول الله ناوليني القضيب الممشوق، فقالت فاطمة: يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب الممشوق وليس هذا يوم حج ولا يوم غزو؟ فقال: يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الناس، ويفارق الدنيا، ويعطي القصاص من نفسه، فقالت فاطمة رضي الله عنها: ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال إذا فاذهب فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما، ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بلال المسجد، ودفع القضيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى ذلك قاما فقالا: يا عكاشة هذان نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: " امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فقد عرف الله مكانكما ومقامكما "، فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: يا عكاشة أنا في الحياة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تطيب نفسي أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ظهري وبطني فاقتص مني بيديك، فاجلد مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي اقعد فقد عرف الله مكانك ونيتك، ".فقام الحسن والحسين فقالا: يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم والقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: " اقعدا يا قرة العين لا نسي الله لكما هذا المقام ".ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا ".فقال: يا رسول الله صلى الله عليك ضربتني وأنا حاسر عن بطني، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه فصاح المسلمون وضجوا بالبكاء وقالوا: أترى عكاشة ضاربا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن النبي صلى الله عليه وسلم والأنوار تتلألأ لم يملك نفسه أن أكب عليه فقبله، ومسح وجهه ولحيته وهو يقول: فداك أبي وأمي ومن تطيب نفسه أن يقتص منك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إما أن تضرب وإما أن تعفو "، فقال: قد عفوت يا رسول الله رجاء أن يعفو الله عني يوم القيامة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ ".فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة ويقولون: طوباك نلت الدرجات العلا ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومه فكان مريضا ثمانية عشر يوما يعوده الناس، وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين، فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه، فأذن بلال بالأذان، ثم وقف بالباب فنادى: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمك الله، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال، فقالت فاطمة رضي الله عنها: يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، فدخل بلال المسجد فلما أسفر الصبح قال: والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع فقام بالباب، فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله، فسمع رسول صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقال: " ادخل يا بلال إن رسول الله مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلي بالناس ".فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول: واغوثاه بالله وانقطاع رجائه وانفصام ظهري ليتني لم تلدني أمي وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، ثم قال: يا أبا بكر ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تصلي بالناس، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه للناس، وكان رجلا رقيقا، فلما نظر إلى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمالك أن خر مغشيا عليه، وصاح المسلمون بالبكاء، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج المسلمين فقال: ما هذه الضجة؟ فقالوا: ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، والعباس رضي الله عنهما، فاتكأ عليهما، فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين، ثم أقبل بوجه المليح عليهم، فقال: " معشر المسلمين أستودعكم الله أنتم في رجاء الله وأمانته والله خليفتي عليكم، معاشر المسلمين عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي، فإني مفارق الدنيا هذا أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، فلما كان يوم الاثنين اشتد به الأمر، وأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة وارفق به في قبض روحه، فهبط ملك الموت صلى الله عليه فوقف بالباب شبه أعرابي، ثم قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة أأدخل؟ فقالت عائشة رضي الله عنها لفاطمة عليها السلام: أجيبي الرجل، فقالت فاطمة رضي الله عنها: جزاك الله في ممشاك يا عبد الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، فنادى الثانية فقالت عائشة: يا فاطمة أجيبي الرجل، فقالت فاطمة: جزاك الله في ممشاك يا عبد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، ثم دعا الثالثة: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أأدخل فلا بد من الدخول؟ فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت ملك الموت صلى الله عليه فقال: " يا فاطمة من بالباب؟ ".فقالت: يا رسول الله إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى، فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي، وارتعدت فرائصي، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " يا فاطمة أتدرين من بالباب هذا هادم اللذات، ومفرق الجماعات، هذا مرمل الأزواج، ومؤتم الأولاد، هذا مخرب الدور، وعامر القبور، هذا ملك الموت، ادخل يرحمك الله ".فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ملك الموت جئتني زائرا أو قابضا؟ " فقال: جئتك زائرا وقابضا، وأمرني الله عز وجل ألا أدخل عليك إلا بإذنك، ولا أقبض روحك إلا بإذنك، فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربي عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ملك أين خلفت حبيبي جبريل؟ " قال: خلفته في سماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك فما كان بأسرع أن أتاه جبريل عليه السلام، فقعد عند رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل هذا الرحيل من الدنيا فبشرني مالي عند الله عز وجل ". فقال: أبشرك يا حبيب الله إني قد تركت أبواب السماء قد فتحت، والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان يحيون روحك يا محمد، قال: " لوجه ربي الحمد وبشرني يا جبريل ".قال: أبشرك أن أبواب الجنان قد فتحت، وأنهارها قد اطردت، وأشجارها قد بدلت، وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد، قال: " لوجه ربي الحمد، بشرني يا جبريل ".قال: أنت أول شافع ومشفع في يوم القيامة، قال: " لوجه ربي الحمد ".قال جبريل: يا حبيبي عم تسألني؟ قال: " أسألك عن غمي وهمي، من لقراء القرآن من بعدي؟ من لصوام شهر رمضان من بعدي؟ من لحاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصطفين من بعدي؟ ".قال: أبشر يا حبيب الله فإن الله عز وجل يقول: " حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد ".قال: " الآن طابت نفسي إذن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت به ".فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله إذا أنت قبضت من يغسلك؟ وفيما نكفنك؟ ومن يصلي عليك؟ ومن يدخلك القبر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي أما الغسل فغسلني أنت والفضل بن العباس يصب عليك الماء، وجبريل عليه السلام ثالثكما، فإذا فرغتم أنتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتوني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني، فإن أول من يصلي علي الرب عز وجل من فوق عرشه ثم جبريل عليه السلام، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم علي أحد ".قالت فاطمة رضي الله عنها: اليوم الفراق فمتى ألقاك؟ قال: " يا بنية تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقي من يرد علي الحوض من أمتي "، قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله، قال: " تلقيني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي ".قالت: فإن لم ألقك، قال: " تلقيني عند الصراط وأنا أنادي رب سلم أمتي من النار ".فدنا ملك الموت صلى الله عليه يعالج روح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ الروح إلى الركبتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوه فلما بلغ الروح السرة، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: واكرباه، قالت فاطمة: واكربي لكربك يا أبتاه، فلما بلغ الروح إلى الثندؤة، نادى النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل ما أشد مرارة الموت ".فولى جبريل وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل كرهت النظر إلى وجهي "، قال جبريل: يا حبيبي ومن تطيب نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسله علي رضي الله عنه، والفضل بن العباس يصب عليه الماء، وجبريل عليه السلام معهما، وكفن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على سرير، ثم أدخلوه المسجد، ووضعوه في المسجد، وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه الرب تبارك وتعالى من فوق عرشه، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرا زمرا، قال علي رضي الله عنه: لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف ويقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم فدخلنا وقمنا صفوفا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرنا بتكبير جبريل عليه السلام، وصلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة جبريل عليه السلام، ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل القبر أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم، ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي رضي الله عنهما: يا أبا الحسن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم قالت فاطمة: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة، أما كان معكم الخير؟ قال: بلى يا فاطمة ولكن أمر الله الذي لا مرد له، فجعلت تبكي وتندب وتقول: يا أبتاه الآن انقطع جبريل عليه السلام، وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء. وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بطيبة رسم للرسول ومعهد ... منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحى الآيات من دار حرمة ... بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آيات وباقي معالم ... وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها ... من الله نور يستضاء وموقد
معارف لم تطمس على العهد آيها ... أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده ... وقبرا بها واراه في التراب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت ... عيون ومثلاها من الجن تسعد
يذكرن آلاء الرسول وما أرى ... لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد ... فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عسيره ... ولكن نفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها ... على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ... بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبارك لحد منك ضمن طيبا ... عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين ... عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة ... عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم ... وقد نقيت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السموات يومه ... ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك ... رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم ... وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به ... وينقذ من جور الزرايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا ... معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفو عن الزلات يقبل عذرهم ... وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب خطب لم يقوموا بحمله ... فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله وسطهم ... دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى ... حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه ... إلى كتف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ عدا ... على نورهم سهم من الموت مفضد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا ... يبكيه حق المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها ... لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها ... فقيد يبكيه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده ... خلاء له فيه مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت ... ديار وعرصات وربع ومقعد
فبكى رسول الله يا عين عبرة ... ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي ... على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي ... لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد ... ولا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوف ذمة بعد ذمة ... وأقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد ... إذا ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى ... وأكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت فى العلى ... دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا ... وعودا غزاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه ... على أكرم الخيرات رب ممجد
تناهت وصاة المسلمين بكفه ... فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلفي لما قلت عائب ... من الناس إلا عازب الرأي مفند
وليس هواي نازعا عن ثنائه ... لعلي به في جنة الخلد أخلد
صفحة ٣٤
مع المصطفى أرجو بذاك جواره ... وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد (34) -[35] قال مخرج هذه المشيخة المباركة عفا الله عنه ورحمه: أنشدنا الإمام العالم علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، من فيه وأنا أسمع بنفسه:
يا ناظرا فيما عمدت لجمعه عذرا ... فإن أخا البصيرة يعذر
واعلم بأن المرء لو بلغ المدى ... في العمر لاقى الموت وهو مقصر
فإذا ظفرت بزلة فافتح لها ... باب التجاوز فالتجاوز أجدر
ومن المحال بأن نرى أحدا حوى ... كنة الكمال وذا هو المتعذر
صفحة ٣٥
فالنقص في نفس الطبيعة كائن ... فبنو الطبيعة نقصهم لا ينكر (35) -[36] قال شيخنا الإمام العالم فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد: ونختم هذه المشيخة المباركة بالأسماء الحسنى، وهو ما أخبرنا به أبو نجيح خزيمة بن أبي الفرج بن محمد بن أبي الفرج الشافعي، إجازة، قال: أنبا أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي، قراءة، قال: أنبا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده، قال: أنبا والدي، قال: أنبا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري، قثا الربيع بن سليمان المراوي، قثا عبد الله بن وهب المصري، قثا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة أنه وتر يحب الوتر "
صفحة ٣٦
(36) -[37] وأخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، قثا يزيد بن عبد الصمد، وأخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق، قثا محمد بن إسماعيل الترمذي، قالا: قثا صفوان بن صالح، وأخبرنا موسى بن عبد الرحمن المصري، ببيروت، قثا الحسين بن السميدع، قثا موسى بن أيوب النصيبي، قالا: ثنا الوليد بن مسلم، قثا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله عز وجل تسعة وتسعون اسما، مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة،: هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الغفار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحكيم، العليم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المغيث، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المحيط، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الماجد، الواجد، الواحد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، الملك، المالك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور ".رواه الترمذي في الدعوات عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن أبي الزناد به، وعن إبراهيم بن يعقوب، عن صفوان بن صالح، عن الوليد، عن شعيب به، ورواه النسائي في الدعوات، عن الربيع بن سليمان المرادى، عن ابن وهب، عن مالك به، فوقع لنا موافقة عالية للنسائي وبدلا عاليا للترمذي، ولله الحمد والمنة
آخر الجزء العاشر وسماعه، كملت المشيخة المباركة وهذا الجزء آخرها والحمد لله رب العالمين وصلاته على نبيه الكريم محمد وآله وصحبه أجمعين.
صفحة ٣٧