تعطيني ركلة ممتازة. في ذات الموضع. لكن على نحو أعنف هذه المرة. - «اتفقنا أيها الدمية العتيقة؟» - «على أي شيء؟» - «هل كلامي واضح؟»
لم أجب بالسرعة المناسبة، لذا ركلتني ثانية. سمينة كانت أو غير سمينة، فإن قدمها آلمتني هذه المرة. أراها تسحب ساقها للوراء للمرة الرابعة. - «حسنا، نعم كلامك واضح. الآن دعيني وشأني.»
ابتسمت وأظهرت بتأن لثتها القذرة. لو لم أكن أعي الأمر لأقسمت أنها تمتلك مجموعة كاملة من الأسنان. - «وشيء آخر ...» - «ماذا؟» «إذا أردت لعضوك البائس المثير للشفقة هذا ألا يمضغ، فالأفضل لك أن تبعد هذا الشيء المقرف عن وجهي!»
أسقطت يدي لأغطي نفسي. لا أعتقد أن الأمر سيصل بها إلى هذا الحد، لكنني تعلمت من خبرتي السابقة أن الأفضل أن تكون آمنا لا نادما. أحاول أن ألتف بحيث أعطيها ظهري، لكن هذا ليس سهلا. نحن في شهرنا الثامن ولم يعد ثمة مكان للمناورة.
بالتدريج عدنا إلى حال التجاهل المتبادلة كالعادة.
أتكور على نفسي وأنصت إلى الضجيج بالخارج. الماما المنتفخة لديها أصدقاء مدعوون على القهوة، يأتيني صوتها المكتوم عبر الجدران. أحب صوتها. حين أولد أتمنى أن تحب ماما صوتي. أتمنى أن تحبني. أتمنى أن تحبني أكثر مما تحب شقيقتي الخنزيرة.
ماما المنتفخة تضحك لأن جنينيها يتحركان ويخبطانها من الداخل. رحمنا يترجرج، وثمة شخص آخر يضحك، وآياد تضغط على بطنها فتؤلم جانب جبهتي حيث ركلتني شقيقتي البشعة. قاومت نفسي كيلا أحك موضع الألم. هي تراقبني، أعلم أنها تراقبني، ولن أمنحها الشعور بالرضا.
أغمض عيني وأحاول أن أهدأ، لكن رأسي يكاد ينفجر من فكرة أن أمي لو أتمت شهور الحمل، سيكون أمامي شهر آخر في هذه الحال، وللحق، أنا لست واثقا أن بوسعي تحمل ذلك والتعامل معه. شيء قاتل أن تسجن في فراغ محدود مع عدوك اللدود. في المرات شديدة السوء أفكر أن أعض حبلي الخاص وأنهي الأمر كله، حتى قبل أن يبدأ.
غير أنني أفكر وقتئذ في «البنت». البنت التي تعد نفسها «لتولد شرسة». البنت تلك هي سري الخاص، قوتي الداخلية. أعرف أنها السبب الذي من أجله سأتجاوز كل تلك الأوقات المظلمة. أغير رأيي في الأمور.
تعلمون؟ الأمور لم تكن دائما هكذا. أتذكر الأسابيع الأولى من الحمل، لا تبدو الآن شديدة السوء - أفضل من الآن على كل حال. صحيح أن الطفو داخل كائن بشري آخر لم يكن أبدا فكرتي عن البهجة - لكن على الأقل في تلك الأيام المبكرة كان هناك متسع من الفضاء لتتحرك، لتتمدد، لتضرب بأطرافك هنا وهناك. وقتها لم أكن أعرف أن الأمر أفضل، لكنه كان. أنت تعيش، أنت تتعلم. لكن للأسف فبينما تعيش وتتعلم فإن حجمك يكبر أيضا.
صفحة غير معروفة