"وإن الناظر في الكتاب يشاهد أن المؤلف ﵀ أنجز ما ومحمد وأخرج لنا كتابًا حافلًا في هذا الموضوع، يبدو فيه شيء من الابتكار والتميز ترتيبًا وتنقيحًا للقواعد ومسائلها" (١).
- ونظرًا لكثرة النقول التي أخذها ابن الملقن من كتابي "ابن الوكيل" و"ابن السبكي"، فإن بعض العلماء دعاهم ذلك إلى غمز الكتاب والحطِّ منه، فيقول صاحب "كشف الظنون" (٢):
"وللشيخ سراج الدين عمر بن علي الشافعي المتوفى سنة أربع وثمانمائة -يعني: ابن الملقن"- التقطه من كتاب التاج السبكي خُفية".
"وليس ذلك مما يشين الكتاب ويحط من قدره وما يمتاز به من حسن الديباجة، وجودة الصناعة في الترتيب، وجمع الشتات الكثيرة من كتب مختلفة ... " (٣).
وعلى هذا الدرب سار المؤلف في سائر كتابه، ولا شك أن تأصيل القواعد وترتيبها على الأبواب مما يدل على ثقابة نظر في الفقه ومهارة فائقة في ربط الفروع بأصولها، وبجانب تلك القواعد يحمل الكتاب في طياته ضوابط مهمة تحت أبواب مختلفة.
ويقول السيوطي في كتابه "الأشباه والنظائر في النحو" (٤) في غضون حديثه عن أشهر المصنفين في القواعد:
_________
(١) "القواعد الفقهية" للندوي (ص: ٢٣٨).
(٢) "كشف الظنون" (١/ ١٣٦).
(٣) "القواعد الفقهية" للندوي (ص: ٢٣٩).
(٤) "الأشباه والنظائر في النحو" (١/ ٨).
1 / 60