أسباب نزول القرآن
محقق
كمال بسيوني زغلول
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١١ هـ
مكان النشر
بيروت
نَزَلَ بِقُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمْ مَا نَزَلَ بِهِمْ، فَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُمْ وَعَهْدِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، لَا يَغُرَّنَّكَ أَنَّكَ لَقِيتَ قَوْمًا أَغْمَارًا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِالْحَرْبِ فَأَصَبْتَ فِيهِمْ فُرْصَةً، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَاتَلْنَاكَ لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا يَعْنِي الْيَهُودَ:
سَتُغْلَبُونَ تُهْزَمُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ فِي الْآخِرَةِ. وَهَذِهِ رِوَايَةُ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.) [٨٧] قَوْلُهُ تَعَالَى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. [١٨] .
(«١٩٣» - قَالَ الْكَلْبِيُّ: لَمَّا ظَهَرَ رسول اللَّه ﷺ، بِالْمَدِينَةِ، قَدِمَ عَلَيْهِ حَبْرَانِ مِنْ أَحْبَارِ أَهْلِ الشَّامِ، فَلَمَّا أَبْصَرَا الْمَدِينَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ بِصِفَةِ مَدِينَةِ النَّبِيِّ الَّذِي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، فَلَمَّا دَخَلَا على النبي ﷺ، عَرَفَاهُ بِالصِّفَةِ وَالنَّعْتِ، فَقَالَا لَهُ: أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَا: وَأَنْتَ أَحْمَدُ، قَالَ:
نَعَمْ، قَالَا: إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ شَهَادَةٍ، فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنَا بِهَا آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ. فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: سَلَانِي، فَقَالَا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَعْظَمِ شَهَادَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ فَأَسْلَمَ الرَّجُلَانِ وَصَدَّقَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ .
[٨٨] قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ الْآيَةَ [٢٣] .
اخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ نُزُولِهَا.
(«١٩٤» - فَقَالَ السُّدِّيُّ: دَعَا النَّبِيُّ ﷺ الْيَهُودَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ أَوْفَى: هَلُمَّ يَا مُحَمَّدُ نُخَاصِمْكَ إِلَى الْأَحْبَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: بَلْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَ: بَلْ إِلَى الْأَحْبَارِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.)
(١٩٣) الكلبي متهم بالكذب.
(١٩٤) مرسل. [.....]
1 / 101