وفي الجملة لقد صرنا إلى زمان من نجا [فيه] برأسه فقد ربح فلما كانت هذه من أحوالهم، وصارت من عادات رجالهم، صدقت رغبة جماعة من أهل الورع واليقين في جمع أحاديث الأربعين في المواعظ وغيرها من مكارم الأخلاق على مذاهب المتقين، فأجيبوا إلى ملتمسهم رجاء المنفعة والبركة من الله تعالى والمغفرة، وأن يمن علينا بالهداية والتبصرة، وأخرجنا أربعين بابا عن أربعين شيخا لقيناهم وسمعنا منهم الحديث بمكة وغيرها حضرا وسفرا في كل باب حديثا أو حديثين أو ثلاثة مما يتعلق بالمواعظ والنواهي، جعلنا الله ممن يتبع أمره، ويقفو أثره، ولا جعله علينا وعلى من سمعه وبالا بفضله ورحمته آمين رب العالمين.
صفحة ١٥٨