أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن طلب العلم هو السبيل الذي يتوصل به إلى الدرجة العظمى، ومنازل أهل التقى والنهى، وأن من لم يوفق لاستعمال علمه وأدبه لا ينتفع يوم القيامة بكرم حسبه ونسبه، ثم إذا تحققت له هذه الأصول التي أشرنا إليها ليقف العاقل عليها من الإخلاص في النية والأعمال والأذكار، والمحافظة على اتباع السنن والآثار، وإقامة فرائض الله تعالى وطلب العلم ساعات الليل والنهار، فحكمه ما حدثناه ابن نظيف بمكة -حرسها الله تعالى- أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن] بن إسحاق بن عتبة الرازي إملاء حدثنا بكر بن سهل بن إسماعيل الدمياطي أخبرنا أبو صالح -واسمه عبد الله بن صالح- حدثني معاوية بن صالح عن صالح بن جبير أنه قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري -رضي الله عنه- صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم علي جائزة وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فقلنا: هات يرحمك الله فقال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معناه معاذ عاشر عشرة، قال: فقلنا: يا رسول الله! هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك، قال:
((ما منعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء، بلى قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب الله بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا)).
أبو جمعة الأنصاري اسمه: حبيب بن سباع.
ويقال: جنيد بن سباع.
صفحة ١٦٧